لماذا يرفض اللاجئون بطاقة الدفع المسبق؟ في خطوة أثارت جدلاً واسعًا في ألمانيا، انتشرت حملة “لا لبطاقة الدفع المسبق”، حيث أعربت منظمات حقوقية ومجالس اللاجئين عن رفضها القاطع لفرض هذه البطاقة على طالبي اللجوء. يصف المنتقدون هذه البطاقة بأنها تمييزية وتفرض قيودًا صارمة على استخدام الأموال، ما يعزز العزلة الاجتماعية ويحد من حرية اللاجئين المالية.
ما هي بطاقة الدفع المسبق؟
بطاقة الدفع المسبق هي وسيلة إلكترونية تمنحها السلطات الألمانية لطالبي اللجوء بدلاً من المساعدات النقدية المباشرة. تهدف هذه البطاقة إلى التحكم في إنفاق اللاجئين ومنع عمليات تحويل الأموال إلى الخارج. لكنها في الواقع، وفقًا للنقاد، تزيد من معاناة اللاجئين وتضعهم في موقف غير عادل مقارنة ببقية المجتمع.
الاحتجاجات ضد بطاقة الدفع المسبق
في 21 مارس/آذار، الذي يتزامن مع “اليوم الدولي للقضاء على العنصرية”، نظمت عدة منظمات مدافعة عن حقوق اللاجئين فعاليات احتجاجية كبرى في جميع أنحاء ألمانيا رفضًا لهذه البطاقة. حيث تم حث المشاركين على مشاركة آرائهم تحت وسم #NeinZurBezahlkarte2103 عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
لماذا يرفض اللاجئون البطاقة المدفوعة مسبقًا؟
1. قيود صارمة على السحب النقدي
اللاجئون لا يستطيعون سحب أكثر من 50 يورو نقدًا شهريًا في معظم الولايات الألمانية، بينما تسمح بعض الولايات بسحب مبالغ أعلى قليلًا. أما في بافاريا، فالقوانين أكثر صرامة، مما يجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة.
2. تقليل القدرة الشرائية
تفرض البطاقة قيودًا على أماكن استخدامها، فلا يمكن للاجئين الشراء من جميع المتاجر، ما يجبرهم على التعامل مع عدد محدود من المتاجر المعتمدة.
3. عزل اجتماعي وتمييز واضح
يرى المعارضون أن البطاقة تعزز التمييز الاجتماعي، حيث إنها تضع اللاجئين في وضع مختلف عن باقي أفراد المجتمع، مما يزيد من عزلتهم وصعوبة اندماجهم.
دور منظمات حقوق الإنسان في مناهضة البطاقة
أكثر من 50 منظمة ألمانية وقعت على بيان مشترك يدعو إلى إلغاء هذه البطاقة فورًا، مؤكدين أن وجودها يعزز الفجوة بين اللاجئين والمجتمع المضيف. كما أشار مجلس اللاجئين في ولاية سكسونيا السفلى إلى أن البطاقة “تعزز الإقصاء الهيكلي وتساهم في خلق مناخ غير متسامح في المجتمع”.
تحايل اللاجئين على القيود المالية
نظرًا للقيود الصارمة، يلجأ بعض اللاجئين إلى حلول بديلة، مثل استخدام البطاقة لشراء قسائم شرائية من محلات السوبر ماركت، ثم تبادل هذه القسائم مع مؤيدين لهم للحصول على النقود. ورغم أن هذه الممارسة لا تخالف القانون رسميًا، فإنها توضح حجم المعاناة التي يواجهها اللاجئون بسبب هذه القيود.
موقف الحكومة الألمانية
في يونيو/حزيران من العام الماضي، قرر مؤتمر رؤساء وزراء الولايات الألمانية فرض سقف للسحب النقدي عند 50 يورو، بهدف الحد من الهجرة غير النظامية ومنع تحويل الأموال إلى الخارج. غير أن هذا القرار قوبل بانتقادات واسعة، حيث اعتبره المعارضون “إجراءً عقابيًا” وليس حلاً لمشاكل اللجوء.
هل يمكن إلغاء بطاقة الدفع المسبق؟
على الرغم من الاحتجاجات المتزايدة، لا توجد حتى الآن مؤشرات واضحة على أن الحكومة الألمانية ستتراجع عن هذا القرار. ومع ذلك، فإن الضغوط المستمرة من المنظمات الحقوقية قد تدفع باتجاه مراجعة القوانين الحالية لجعلها أكثر عدالة.
اقرأ أيضًا :ألمانيا تعيد فتح سفارتها في سوريا بعد إغلاق دام 13 عامًا
الخاتمة
بطاقة الدفع المسبق ليست مجرد وسيلة للدفع، بل أصبحت رمزًا للتمييز ضد اللاجئين في ألمانيا. وبينما تستمر الاحتجاجات والمطالبات بإلغائها، يبقى السؤال: هل ستتخذ السلطات الألمانية خطوات جادة للاستجابة لهذه المطالب، أم أن البطاقة ستظل عبئًا يثقل كاهل اللاجئين؟
المصدر موقع: InfoMigrants
أسئلة شائعة
1. لماذا تفرض ألمانيا بطاقة الدفع المسبق على اللاجئين؟
الهدف الرسمي للحكومة الألمانية هو التحكم في المساعدات المالية ومنع تحويل الأموال إلى الخارج، لكن معارضين يرون أن هذا الإجراء يقيد حرية اللاجئين المالية.
2. هل يمكن استخدام بطاقة الدفع المسبق في جميع المتاجر؟
لا، تفرض البطاقة قيودًا على أماكن استخدامها، مما يحد من الخيارات الشرائية للاجئين.
3. كيف يتعامل اللاجئون مع القيود المفروضة على البطاقة؟
يلجأ بعض اللاجئين إلى شراء قسائم شرائية واستبدالها بالنقد عن طريق متطوعين ومؤيدين لقضيتهم.
4. هل هناك أمل في إلغاء بطاقة الدفع المسبق بعد حملة “لا لبطاقة الدفع المسبق”؟
رغم استمرار الاحتجاجات، لا توجد قرارات رسمية حتى الآن بشأن إلغائها، لكن الضغط المتزايد قد يؤدي إلى تغيير السياسات في المستقبل.
5. هل البطاقة تحترم حقوق الإنسان؟
وفقًا لمنظمات حقوقية، فإن البطاقة تمييزية وتساهم في تهميش اللاجئين وعزلهم اجتماعيًا، مما يجعلها غير متوافقة مع مبادئ حقوق الإنسان.
اقرأ أيضًا :إسبانيا ترصد 100 مليون يورو لتعزيز تقاسم مسؤولية استقبال المهاجرين القاصرين