أثار مدير المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا، هانس-إيكهارد زومر، جدلًا واسعًا بعد تصريحاته التي دعت إلى إلغاء اللجوء الفردي واستبداله ببرامج استقبال تعتمد على الحصص. جاءت هذه التصريحات خلال فعالية لمؤسسة كونراد أديناور وأثارت انتقادات كثيرة من مختلف الأطراف.
زومر يدعو لتغيير جذري في نظام اللجوء
قال زومر إن نظام اللجوء الفردي لم يعد مناسبًا للواقع الأوروبي الحديث، واقترح بديلًا يعتمد على معايير جديدة. وقدم تصوره كالتالي:
- إلغاء اللجوء الفردي تمامًا.
- اعتماد برامج استقبال على أساس الحصص المتفق عليها بين الدول الأوروبية.
- مراعاة قدرة الدولة على الاستيعاب، خاصة في سوق العمل.
ورغم تأكيده أن هذه الأفكار تعبر عن رأيه الشخصي، إلا أن طبيعة منصبه جعلت تصريحه مثيرًا للجدل.
أحزاب تطالب باستقالته فورًا
أدّت تصريحات زومر إلى دعوات علنية من عدة أحزاب تطالب باستقالته، من بينها الحزب الاشتراكي الديمقراطي. حيث صرح النائب رالف شتيغنر بأن:
- زومر تجاوز حدوده الوظيفية.
- يتدخل في السياسة بدلاً من تنفيذ القانون.
- لا يمثل توجه الحكومة الحالي.
وزيرة الداخلية تتجنب الرد المباشر
عندما سُئلت نانسي فيزر، وزيرة الداخلية، عن موقفها من تصريحات زومر، اكتفت بالرد بعبارات عامة مثل: “أنا أتحادث معه بشكل منتظم”. اعتُبر هذا الرد بمثابة تهرب من توجيه موقف صريح.
مقترحات زومر: نظام الحصص بدلًا من اللجوء الفردي
اقترح زومر اعتماد نظام حصص يتم فيه توزيع اللاجئين على الدول الأوروبية وفقًا لمعايير واضحة، من بينها:
- عدد السكان.
- الوضع الاقتصادي لكل دولة.
- الاحتياجات في سوق العمل.
- القدرة على الإدماج والتكامل.
أشار إلى أن النظام الكندي يمكن أن يكون نموذجًا ناجحًا للتطبيق.
تصريحات مثيرة بشأن الدول المسموح منها باللجوء
أثار زومر جدلًا إضافيًا بقوله إن على الاتحاد الأوروبي تحديد قائمة بالدول التي يُسمح منها فقط بتقديم اللجوء. انتقد كثيرون هذه الفكرة لأنها:
- تناقض مبادئ المساواة وعدم التمييز.
- قد تؤدي إلى استبعاد جنسيات تواجه صراعات حقيقية.
- تخالف اتفاقيات جنيف الخاصة بحقوق اللاجئين.
رفض البقاء لمن يدخل البلاد بطريقة غير قانونية
أكد زومر أنه يجب عدم منح حق الإقامة لأي شخص يدخل ألمانيا بشكل غير قانوني، قائلًا:
“من لا يدخل عبر الطرق المشروعة، لا يحق له البقاء”.
أثار هذا التصريح انتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان.
انتقادات سياسية حادة لزومر
اعتبر نواب من أحزاب مختلفة أن زومر تجاوز صلاحياته. النائبة كلارا بوينغر قالت إن:
- تصريحاته تقوّض ثقة الناس في المؤسسات.
- يُضعف من استقلالية المكتب الاتحادي للهجرة.
- يجب عزله لأنه لم يعد محايدًا في وظيفته.
الحقوقيون: زومر لا يصلح للمنصب
فيلز بولات، المتحدثة باسم شؤون اللجوء في حزب الخضر، قالت إن تصريحات زومر:
- تتعارض مع القيم الإنسانية والدستورية.
- تنتهك اتفاقيات جنيف المتعلقة باللاجئين.
- تُفقده المصداقية والمسؤولية السياسية.
وطالبت باستبداله فورًا بشخص قادر على احترام المبادئ القانونية والإنسانية.
اقرأ أيضًا :الاتجاه الأوروبي والإيطالي نحو تسوية أوضاع المهاجرين غير النظاميين
متى تم تعيين زومر؟
تم تعيين زومر في عام 2018 من قبل وزير الداخلية الأسبق هورست زيهوفر. ومنذ بداية عمله، عُرف بمواقفه الصارمة تجاه قضايا اللجوء والهجرة.
فيزر: انخفاض طلبات اللجوء وزيادة في الترحيلات
ذكرت نانسي فيزر أن ألمانيا شهدت خلال العامين الماضيين:
- انخفاضًا بنسبة 50% في طلبات اللجوء.
- زيادة بنسبة 55% في عمليات الترحيل.
ووصفت هذه الأرقام بأنها دليل على نجاح سياسات الحكومة في تنظيم الهجرة.
زومر ينسب انخفاض الطلبات إلى طريق صربيا
زعم زومر أن سبب انخفاض طلبات اللجوء بنسبة 30% يعود إلى إغلاق طريق صربيا – المجر.
لكن هذا التفسير لم يلقَ قبولًا واسعًا، إذ اعتبره البعض تبسيطًا مفرطًا لظاهرة معقدة.
موقفه من نقل إجراءات اللجوء إلى دول ثالثة
عبّر زومر عن رفضه لفكرة إرسال طالبي اللجوء إلى دول خارج الاتحاد الأوروبي، موضحًا أن:
- ذلك يخالف القانون الدولي.
- يصعب تنفيذ هذه الخطط لوجستيًا.
- قد يؤدي إلى انتهاكات كبيرة في حقوق الإنسان.
التهريب مستمر رغم إجراءات التشديد
ردت وزيرة الداخلية بأن تهريب البشر لن يتوقف بمجرد تعديل القوانين أو اعتماد الحصص. وأكدت أن:
- التهريب سببه الأساسي هو غياب القنوات القانونية للهجرة.
- يجب معالجة الأسباب الجذرية للهجرة، لا فقط النتائج.
موقف الحزب الاشتراكي الديمقراطي
الحزب الاشتراكي الديمقراطي رفض اقتراحات زومر، وقال إن:
- رفض طالبي اللجوء على الحدود انتهاك صريح للقانون الدولي.
- الحزب يدافع عن حق كل شخص في تقديم طلب لجوء فردي.
- الحلول يجب أن تكون عادلة وإنسانية وليس فقط أمنية.
مصدر الخبر: موقع syria tv
الأسئلة الشائعة حول اللجوء الفردي في ألمانيا
ما هو اللجوء الفردي؟
هو الحق الذي يمنح لأي شخص في التقدم بطلب لجوء بناءً على حالته الشخصية، ويتم تقييمه بشكل فردي.
هل يمكن إلغاء هذا النظام؟
إلغاءه يتطلب تعديلًا كبيرًا في القوانين الأوروبية والدولية، ما يجعله أمرًا معقدًا.
ما مدى خطورة تصريحات زومر؟
نظرًا لمنصبه الحساس، فإن تصريحاته تُفسَّر على أنها تمثل توجهات رسمية، مما يضعف ثقة الجمهور ويؤثر على السياسات العامة.
هل سيتم عزله؟
رغم الضغط الكبير، لم يصدر قرار رسمي بعد. لكن المطالبات السياسية والشعبية تتزايد.
هل تؤثر هذه التصريحات على صورة ألمانيا دوليًا؟
نعم، لأنها قد توحي بتشدد رسمي تجاه اللاجئين، مما يحرج ألمانيا أمام شركائها الأوروبيين والمنظمات الحقوقية
اقرأ أيضًا :عقد عمل في نيوزيلاندا 2025: باريستا في مخبز غوس مع رعاية التأشيرة