بدأت جمهورية التشيك، المعروفة أيضًا بتشيكيا، في تنفيذ إصلاحات واسعة في نظام تأشيرات العمل خلال عام 2025، بهدف جذب المزيد من المهنيين ذوي الكفاءات العالية من الخارج. تأتي هذه الخطوة في ظل نقص متزايد في اليد العاملة في عدة قطاعات حيوية داخل البلاد، وتعبّر عن تحول استراتيجي في سياسة الهجرة التشيكية، مع تركيز خاص على الخبراء في مجالات تكنولوجيا المعلومات والعلوم والتخصصات ذات المهارات العالية.
تضمن الإصلاح الجديد إعادة تخصيص حصص تأشيرات العمل بشكل يفضّل المتقدمين ذوي المؤهلات العالية، بينما تم تقليل الفرص للعمال ذوي المهارات المنخفضة. هذا التوجه يفتح أبوابًا أوسع أمام الكفاءات العالمية للمساهمة في تنمية الاقتصاد التشيكي.
من أبرز التغييرات التي طرأت على نظام التأشيرات هي زيادة الحصص المخصصة للمتقدمين من دول محددة، منها الهند، الصين، وتايلاند. على سبيل المثال، قررت الحكومة التشيكية منح 24 تأشيرة إضافية في إطار برنامج “الرحل الرقمي” في الهند، الموجه خصيصًا لأخصائيي تكنولوجيا المعلومات الذين يعملون بشكل مستقل ويرغبون في العمل عن بعد من داخل تشيكيا، مع ضمان سرعة في معالجة الطلبات لا تتجاوز 45 يومًا.
أما بالنسبة للصينيين، فقد تم رفع الحد الأقصى لتأشيرات العمل السنوية إلى 1170 تأشيرة، موزعة على العاملين المؤهلين الباحثين عن فرص عمل في تشيكيا. وفي نفس الوقت، رفعت السفارة التشيكية في بانكوك حصص تأشيرات العمل من 300 إلى 460 تأشيرة سنويًا، مما يتيح مزيدًا من الفرص للمهنيين التايلانديين.
في المقابل، فرضت السلطات قيودًا أكثر صرامة على العمال ذوي المهارات المنخفضة من بعض الدول الإفريقية مثل مصر، إثيوبيا وزامبيا، حيث تم تقليل حصص تأشيرات العمل الخاصة بهم، مع التأكيد على استمرار الحصص القائمة للمتقدمين ذوي المؤهلات العالية من هذه الدول.
في تطور ملحوظ آخر، ألغت تشيكيا متطلبات الحصول على تصريح عمل للمواطنين التايوانيين، مما يسهّل عملية توظيفهم ويتيح لهم العمل بدون الحاجة لتصاريح منفصلة. وقد أشارت وزارة العمل التشيكية إلى أن عدد المواطنين التايوانيين العاملين في البلاد بلغ 185 شخصًا العام الماضي، مع توقع زيادة هذا العدد في المستقبل القريب.
تكمن أهمية هذه التعديلات في محاولة تشيكيا لسد النقص الحاصل في قطاعات تقنية وبحثية وصحية أساسية. من خلال منح الأفضلية للمهارات العالية، تسعى الحكومة لتعزيز النمو الاقتصادي والاعتماد على عمالة ذات جودة عالية بدلاً من العمالة منخفضة المهارة. كما تساعد هذه الإصلاحات على تعزيز مكانة تشيكيا كمركز جاذب للرحل الرقميين والمحترفين في مجال التكنولوجيا ضمن وسط أوروبا، بفضل سرعة المعالجة وجودة الحياة.
في الختام، تمثل هذه التغييرات خطوة واضحة من تشيكيا لجذب كفاءات عالمية تساهم في دفع اقتصادها نحو الأمام، مع تركيز واضح على جودة المهارات والتخصصات المطلوبة.
المصدر: travelobiz.com
اقرأ أيضًا :المغاربة أكثر الجنسيات حصولًا على الجنسية الإسبانية في 2024