خلال أقل من أسبوعين، قامت السلطات الفرنسية بتنفيذ عدة عمليات إخلاء في العاصمة باريس، مستهدفةً المخيمات العشوائية التي يقيمها المهاجرون، وذلك في إطار سياسة تهدف إلى “منع إقامة مخيمات ثابتة”. لكن هذه السياسة تواجه انتقادات واسعة من قبل المنظمات الإنسانية التي تعتبرها “غير فعالة” ولا تساهم في إيجاد حلول دائمة لأوضاع المهاجرين
إخلاء مخيمات المهاجرين على ضفاف نهر السين
في 26 مارس، قامت الشرطة بإخلاء مخيم عشوائي يقع بين جسر ماري وجسر لويس فيليب. العملية بدأت عند الساعة 6:30 صباحًا، حيث دخل رجال الشرطة المنطقة وطلبوا من المهاجرين المغادرة. تمت العملية دون مواجهات، بينما قامت بعض الجمعيات باسترجاع الخيام التي كان يستخدمها المهاجرون.
هيلين جولوت، من منظمة “أطباء العالم”، أكدت أن الإخلاء تم بطريقة منظمة. من جهته، أوضح يان مانزي، من جمعية “يوتوبيا 56″، أن معظم المهاجرين لم يجدوا أي بديل للإقامة بعد تفكيك المخيم.
لماذا يرفض المهاجرون الانتقال إلى مراكز الإيواء؟
أثناء الإخلاء، تم تقديم خيار الانتقال إلى مراكز الإيواء، لكن معظم المهاجرين رفضوا ذلك للأسباب التالية:
- الخشية من الترحيل: بعض المهاجرين غير النظاميين يخشون أن يؤدي تسجيلهم في مراكز الإيواء إلى اكتشاف وضعهم القانوني وترحيلهم.
- ظروف غير مناسبة: العديد من المهاجرين يشكون من اكتظاظ مراكز الإيواء وسوء الظروف المعيشية فيها.
- القيود الصارمة: تمنع بعض المراكز مغادرة السكان خلال فترات معينة، مما يقيد حرية الحركة.
- الرغبة في البقاء في باريس: يفضل بعض القاصرين واللاجئين البقاء في المدينة لمتابعة إجراءاتهم القانونية أو البحث عن عمل.
إخلاء مخيم “Gaîté Lyrique” والمواجهات مع الشرطة
في 18 مارس، قامت السلطات الفرنسية بإخلاء مبنى “Gaîté Lyrique”، حيث كان يقطن أكثر من 400 مهاجر يطالبون بمأوى دائم. بعد الإخلاء، لجأ العديد منهم إلى ضفاف نهر السين حيث أنشأوا مخيماً جديداً.
لكن هذه المرة، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع أثناء التفكيك، مما أثار انتقادات حادة من قبل الجمعيات الإنسانية التي كانت تحاول حماية المهاجرين.
سياسة “عدم وجود نقاط تثبيت”
تنتهج الحكومة الفرنسية سياسة تُعرف بـ “عدم وجود نقاط تثبيت”، والتي تهدف إلى:
- منع إقامة مخيمات دائمة للمهاجرين.
- تنفيذ عمليات تفكيك سريعة عند ظهور تجمعات جديدة.
- تجنب تكوين “نقاط ساخنة” للهجرة في العاصمة.
لكن هذه السياسة لم تقدم حلولًا بديلة، مما يدفع المهاجرين إلى إعادة بناء المخيمات بعد كل إخلاء.
المصدر: موقع euronews
موقف الجمعيات الإنسانية والقرارات القضائية
حاولت الجمعيات الحقوقية وقف عمليات الإخلاء من خلال تقديم طعن قضائي، لكن المحكمة رفضت الطلب مشيرةً إلى المخاطر الصحية التي تشكلها هذه المخيمات. ومع ذلك، تؤكد هذه الجمعيات أن:
- عمليات الإخلاء لا تحل المشكلة بل تعيد تكرارها في أماكن أخرى.
- هناك حاجة إلى حلول دائمة مثل توفير مساكن اجتماعية للمهاجرين.
- سياسة الحكومة تعتمد على إخفاء الأزمة بدلاً من معالجتها.
الأسئلة الشائعة حول تفكيك مخيمات المهاجرين في باريس
لماذا تقوم السلطات بإزالة المخيمات باستمرار؟
السبب الرسمي هو المخاطر الصحية والأمنية، لكن الجمعيات ترى أن الحكومة تحاول إخفاء الأزمة بدلاً من حلها.
ما الذي يحدث للمهاجرين بعد الإخلاء؟
معظمهم يعيدون بناء مخيمات في أماكن أخرى، بينما يضطر البعض للنوم في الشوارع.
هل توفر الحكومة بدائل سكنية؟
يتم نقل بعض المهاجرين إلى مراكز إيواء مؤقتة، لكن كثيرين يرفضون بسبب الظروف غير المناسبة والخوف من الترحيل.
ما الحلول التي تقترحها الجمعيات؟
تدعو المنظمات إلى تقديم سكن دائم للمهاجرين بدلاً من طردهم بشكل متكرر.
هل تؤثر هذه السياسة على أعداد المهاجرين في باريس؟
لا، فالمهاجرون يعودون بعد كل عملية طرد، مما يجعل الإخلاءات المتكررة غير مجدية.
اقرأ أيضًا :البرتغال ستعالج تأشيرات العمل خلال 20 يومًا للعمال الأجانب