تُعد جوازات السفر واحدة من أهم الوثائق الرسمية التي يحتاج إليها الإنسان في العصر الحديث، خاصةً في ظل العولمة والانفتاح الكبير بين الدول. فمع ازدياد الحاجة إلى التنقل بين الدول لأغراض العمل، السياحة، الدراسة أو حتى العلاج. أصبح الحصول على جواز سفر شرطًا أساسيًا للسفر القانوني عبر الحدود. إن جواز السفر لا يمثل مجرد وثيقة تعرّف بالشخص، بل هو مفتاح للعالم، يسمح لحامله بالدخول إلى الدول الأخرى وفقًا للقوانين والمعاهدات الدولية. تختلف جوازات السفر من دولة إلى أخرى من حيث القوة، التي تُقاس بعدد الدول التي يمكن لحامل الجواز دخولها دون تأشيرة. وهذا يعكس مدى احترام وتقدير المجتمع الدولي لتلك الدولة ومستوى علاقاتها الدبلوماسية. ومن هنا، تأتي أهمية فهم نظام جوازات السفر العالمية وكيف يتم تصنيفها وأهميتها على المستوى الفردي والدولي.
تعريف جواز السفر وأهميته
جواز السفر هو وثيقة رسمية تُصدرها الدولة لمواطنيها وتُستخدم كإثبات لهوية الشخص وجنسيته، وتُمكنه من السفر إلى خارج حدود دولته. يحتوي جواز السفر عادة على معلومات شخصية مثل الاسم الكامل. تاريخ الميلاد، الصورة الشخصية، ورقم الجواز. بالإضافة إلى تاريخ الإصدار والانتهاء. تلعب هذه الوثيقة دورًا بالغ الأهمية ليس فقط في تسهيل حركة الأفراد بين الدول، وإنما أيضًا في حماية حقوق المواطنين أثناء تواجدهم في الخارج، حيث يُعد الجواز أداة تُمكن الدولة من تقديم الدعم القنصلي لمواطنيها. بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الدول قد تعتمد على جواز السفر لتحديد بعض الحقوق والامتيازات مثل الحصول على تأشيرات السفر. الإقامة في دول أخرى، أو حتى فتح حسابات مصرفية في الخارج. باختصار، جواز السفر هو وثيقة تجمع بين الهوية الوطنية والحرية الفردية، ويعكس مدى قوة الدولة على الساحة الدولية من خلال ما يتمتع به من مزايا دبلوماسية.
كيف يتم تصنيف جوازات السفر؟
يتم تصنيف جوازات السفر بناءً على عدد الدول التي يمكن لحامل الجواز دخولها بدون الحاجة إلى تأشيرة دخول (Visa-Free). أو عبر الحصول على تأشيرة عند الوصول (Visa on Arrival). كلما ازداد عدد هذه الدول، ارتفعت “قوة” الجواز. هذا التصنيف يعتمد عليه مؤشرات دولية مثل مؤشر هينلي (Henley Passport Index) ومؤشر آرتون كابيتال (Arton Capital Passport Index)، واللذان يقومان بتحديث بياناتهما بشكل دوري وفقًا للتغيرات في السياسات الدولية واتفاقيات السفر بين الدول.
علاوة على ذلك، قد تؤثر عدة عوامل أخرى على تصنيف الجواز، منها الاستقرار السياسي والاقتصادي للدولة، مستوى الأمن فيها، مدى قوة علاقاتها الدبلوماسية مع دول العالم، واحترامها للقوانين والمعاهدات الدولية. ومن هنا، يمكن فهم لماذا تتصدر بعض الدول مثل اليابان، سنغافورة، أو ألمانيا هذه التصنيفات. بينما تتراجع دول أخرى نتيجة للنزاعات أو الاضطرابات السياسية. هذا التصنيف له أهمية كبرى في تحديد مدى حرية التنقل لمواطني الدولة. كما يؤثر بشكل غير مباشر على الاقتصاد والسياحة والتعليم وفرص العمل في الخارج.
الجواز الأول عالمياً حسب تصنيفات 2025
بحسب أحدث تصنيفات عام 2025 الصادرة عن مؤشر “هينلي لجوازات السفر”. والذي يعتمد على تحليل بيانات هيئة الطيران الدولية (IATA). تصدّرت اليابان مجددًا قائمة أقوى جوازات السفر في العالم. يُظهر هذا التصنيف أن الجواز الياباني يمنح لحامله حرية دخول أكبر عدد من الدول دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة، مما يعكس قوة الدولة على المستوى الدبلوماسي والاقتصادي، ومدى الثقة الدولية في مواطنيها. ويُعتبر هذا التفوق استمرارًا لتقدم اليابان في السنوات الأخيرة، حيث جمعت بين الدقة الإدارية، الاحترام العالمي، واستقرار سياساتها الخارجية.
الدول التي يمكن دخولها بدون تأشيرة
في عام 2025، يمكن لحامل الجواز الياباني دخول أكثر من 195 دولة دون تأشيرة أو بتأشيرة عند الوصول. من بينها جميع دول الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، أستراليا، ومعظم دول آسيا وأمريكا اللاتينية. هذا الامتياز الواسع يُعد مؤشراً واضحاً على مدى قوة الجواز. ويمنح المواطنين اليابانيين حرية حركة كبيرة تُسهّل الأعمال التجارية والسياحة والتعليم وحتى فرص العمل والاستثمار في الخارج. مثل هذه التسهيلات لا تقتصر فقط على الأفراد، بل تعزز مكانة اليابان كمركز عالمي في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والدبلوماسية.
قوة الجواز من ناحية التسهيلات الدبلوماسية
لا تقتصر قوة الجواز الياباني على عدد الدول التي يمكن دخولها بدون تأشيرة، بل تتعداها إلى ما هو أعمق من ذلك. حيث يتمتع المواطن الياباني بقدر عالٍ من الاحترام في المطارات والموانئ الدولية. كما توفر له سفارات بلاده دعماً فعالًا وسريعًا في الحالات الطارئة. اليابان تملك شبكة دبلوماسية قوية ومنتشرة في معظم أنحاء العالم. وتحرص على حماية مواطنيها ومصالحهم بالخارج، مما يجعل السفر بجوازها أكثر أمانًا وراحة. كذلك، فإن علاقاتها المتينة مع كبرى المنظمات الدولية تمنحها نفوذاً إضافيًا يعزز من مكانة جوازها.
من أين تأتي هذه القوة؟
تعود قوة الجوازات مثل الجواز الياباني أو السنغافوري إلى مجموعة من العوامل المترابطة التي تعمل الدولة على بنائها على مدى عقود. فالأمر لا يتوقف عند حجم الاقتصاد فقط، بل يتعداه إلى مدى احترام الدولة للقوانين الدولية، وفعالية سياستها الخارجية. واستقرارها الداخلي، بالإضافة إلى جودة الحياة ومستوى التنمية البشرية فيها. كل هذه العناصر تُسهم في تعزيز ثقة الدول الأخرى بها، مما ينعكس إيجابيًا على حرية التنقل لمواطنيها.
عوامل اقتصادية وسياسية مؤثرة
القوة الاقتصادية تعتبر ركيزة أساسية في بناء جواز سفر قوي. الدول التي تتمتع باقتصاد مزدهر تميل إلى إقامة علاقات تجارية أوسع، وبالتالي تُسهل تبادل الأفراد بين دولها ودول العالم. كذلك، تلعب الاستثمارات الخارجية، الصادرات، وتنوع القطاعات الإنتاجية دورًا محوريًا في تحسين صورة الدولة عالميًا. من الناحية السياسية، فإن الاستقرار الداخلي وغياب النزاعات المسلحة، بالإضافة إلى الشفافية الحكومية، هي عناصر تجعل الدولة شريكاً موثوقاً على الساحة الدولية، مما يرفع من تصنيف جواز سفرها.
الاتفاقيات الدولية وتأثيرها
الاتفاقيات الثنائية ومتعددة الأطراف، مثل اتفاقيات الإعفاء من التأشيرات، واتفاقيات التعاون القنصلي. تعتبر من الأدوات المهمة التي تستخدمها الدول لتعزيز قوة جوازاتها. على سبيل المثال، اليابان وسنغافورة أبرمتا العديد من هذه الاتفاقيات مع دول من مختلف القارات، مما سمح لمواطنيها بالاستفادة من تسهيلات واسعة أثناء السفر.
كما أن انضمام الدول إلى منظمات مثل الاتحاد الأوروبي أو منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) يعزز من مكانتها ويزيد من إمكانية توقيع مثل هذه الاتفاقيات.
الترتيب العالمي لأقوى جوازات السفر في عام 2025
جاء تصنيف جوازات السفر لعام 2025 ليُظهر تغييرات طفيفة على مستوى القمة، لكنه أيضًا قدّم بعض المفاجآت غير المتوقعة. وفقًا لأحدث إحصائيات مؤشر “هينلي”، حافظت بعض الدول الآسيوية على صدارة الترتيب. في حين شهدت دول أخرى صاعدة مثل الإمارات العربية المتحدة تحسنًا ملحوظًا. ويعتمد هذا التصنيف على عدد الدول التي يمكن لحاملي الجواز السفر إليها دون تأشيرة أو مع تأشيرة عند الوصول. وهو ما يعكس التقدم الدبلوماسي والسياسي للدول المعنية.
قائمة بأفضل 10 جوازات سفر في العالم
إليك قائمة أقوى 10 جوازات سفر في العالم لعام 2025 حسب مؤشر هينلي:
- اليابان – دخول 195 دولة
- سنغافورة – دخول 194 دولة
- ألمانيا – دخول 193 دولة
- كوريا الجنوبية – دخول 193 دولة
- إيطاليا – دخول 192 دولة
- إسبانيا – دخول 192 دولة
- فنلندا – دخول 191 دولة
- السويد – دخول 191 دولة
- لوكسمبورغ – دخول 190 دولة
- الإمارات العربية المتحدة – دخول 188 دولة
هذا الترتيب يعكس القوة السياسية والاقتصادية والتكنولوجية لهذه الدول، كما يُظهر مستوى الثقة الدولية بها وبمواطنيها.
مقارنة بين اليابان، سنغافورة، ألمانيا، والإمارات
عند مقارنة جوازات سفر هذه الدول، نلاحظ تقاربًا في عدد الدول التي يمكن الدخول إليها بدون تأشيرة. إلا أن اليابان وسنغافورة تتفوقان في سرعة توقيع الاتفاقيات الجديدة والتوسع الجغرافي في مناطق الإعفاء من التأشيرات. ألمانيا، بدورها. تستند إلى ثقلها في الاتحاد الأوروبي ومكانتها كقوة اقتصادية عالمية، أما الإمارات، فقد فاجأت الجميع بفضل سياستها الخارجية النشطة واتفاقياتها الدبلوماسية المتسارعة. مما جعلها تتقدم بشكل مذهل خلال السنوات القليلة الماضية. وهي تُعد الأولى عربياً بلا منازع.
أبرز المفاجآت في التصنيف الحديث
من أبرز المفاجآت في تصنيف 2025 كانت تقدم الإمارات العربية المتحدة إلى المرتبة العاشرة عالميًا، متجاوزة العديد من الدول الأوروبية. هذا الصعود يُعد ثمرة للجهود الدبلوماسية الكبيرة التي بذلتها خلال العقد الماضي، بما في ذلك توقيع اتفاقيات إعفاء تأشيرة مع عشرات الدول. في المقابل، تراجعت بعض الدول التي كانت تحتل مراتب متقدمة سابقاً نتيجة للاضطرابات السياسية أو تدهور العلاقات الخارجية. كما شهدت بعض دول أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط تحسنًا طفيفًا، ما يشير إلى تحركات مستقبلية واعدة في تصنيف السنوات القادمة.
الجوازات العربية
في ظل تصاعد أهمية جوازات السفر في العالم الحديث، بات من الضروري تقييم مكانة الجوازات العربية في هذا السياق العالمي. فبينما تحتل بعض الجوازات العربية مراتب متأخرة نسبيًا بسبب التحديات السياسية والاقتصادية. نجح بعضها الآخر في تحسين ترتيبه بشكل لافت على مستوى المؤشرات الدولية. وتُظهر التصنيفات الحديثة لعام 2025 تفاوتًا كبيرًا في قوة الجوازات العربية. حيث تتصدر الإمارات العربية المتحدة القائمة عربيًا بفارق كبير عن أقرب المنافسين. بينما تعاني بعض الدول من قيود شديدة على حركة مواطنيها نتيجة للصراعات الداخلية أو تدهور العلاقات الدبلوماسية. هذا التفاوت يدفع إلى التساؤل عن أسباب النجاح والفشل، ودور السياسات الخارجية والاستقرار الداخلي في تعزيز أو إضعاف قوة الجواز.
الجواز الإماراتي كنموذج متميز
الجواز الإماراتي يُعد اليوم نموذجًا يُحتذى به على مستوى المنطقة العربية، بل وأصبح في مصاف أقوى الجوازات عالميًا. فقد استطاع خلال أقل من عقدين أن يتحول من جواز متوسط القوة إلى واحد من أفضل عشرة جوازات سفر في العالم. متفوقًا على العديد من الجوازات الأوروبية والآسيوية. هذا الإنجاز يعكس تطور الإمارات في مجالات الدبلوماسية، الاقتصاد، والحوكمة، بالإضافة إلى تبني سياسة خارجية متزنة تقوم على الشراكات الاستراتيجية والانفتاح على العالم.
كيف أصبح الأقوى عربياً؟
يرجع تفوق الجواز الإماراتي إلى عدة عوامل رئيسية. أبرزها النشاط الدبلوماسي الواسع الذي قاد إلى توقيع عشرات الاتفاقيات الخاصة بالإعفاء من التأشيرات مع دول من مختلف القارات. كما لعبت السياسة الخارجية المعتدلة دورًا جوهريًا في بناء علاقات دولية متينة. عززها النمو الاقتصادي المستدام والسمعة الجيدة للمواطن الإماراتي عالميًا. بالإضافة إلى ذلك، اعتمدت الإمارات على تطوير خدماتها القنصلية والسعي المتواصل لتحسين صورتها في الخارج من خلال مبادرات إنسانية. ثقافية وتجارية، مما جعل جوازها رمزًا للقوة والثقة.
ترتيب باقي الدول العربية
رغم أن الإمارات تهيمن على صدارة الجوازات العربية، إلا أن بعض الدول العربية الأخرى تُحقق تقدمًا تدريجيًا. في عام 2025، جاءت قطر والكويت في المراتب التالية، حيث يسمح جوازاهما بدخول أكثر من 100 دولة بدون تأشيرة أو بتأشيرة عند الوصول. كما حققت البحرين وعُمان تحسنًا ملموسًا في عدد الدول المتاحة لمواطنيها، بفضل تحسن علاقاتهما الدولية. من جهة أخرى، بقيت بعض الدول مثل العراق، سوريا، اليمن، وليبيا في ذيل الترتيب العربي والعالمي. نتيجة للحروب والأزمات السياسية المستمرة، التي أثرت سلبًا على صورتها الدولية وأعاقت إبرام اتفاقيات تنقل مع الدول الأخرى.
فوائد امتلاك جواز سفر قوي
امتلاك جواز سفر قوي لا يُعد رفاهية، بل هو عامل محوري في تعزيز الفرص الفردية والوطنية على حد سواء. فالجواز القوي يُفتح أبواب العالم أمام حامله، ويمنحه القدرة على التنقل بسهولة واستغلال الفرص الدولية في مجالات متعددة مثل التعليم، الاستثمار، والسياحة. كما أنه يعكس مدى احترام الدول الأخرى للمواطن وللدولة التي يحمل جنسيتها. في عالم تزداد فيه القيود على الحركة، يصبح الجواز القوي أداة استراتيجية للدولة وميزة تنافسية للمواطن.
سهولة التنقل والسفر
الميزة الأهم لجواز السفر القوي تكمن في سهولة التنقل بين الدول دون الحاجة إلى تأشيرات مسبقة، أو على الأقل الحصول على التأشيرة عند الوصول بسهولة ويسر. هذا يُقلل من الوقت والتكلفة المرتبطين بالسفر، ويمنح الأفراد حرية أكبر في التخطيط للتنقل بغرض العمل، السياحة، الدراسة، أو حتى العلاج. كما تُسهل الجوازات القوية إجراءات العبور في المطارات والموانئ الدولية، وغالبًا ما تحظى بمعاملة مميزة نتيجة للثقة التي يتمتع بها حاملها.
فرص العمل والاستثمار
يُتيح الجواز القوي لحامله دخول أسواق العمل العالمية بسهولة، ويمنحه ميزة تنافسية في التوظيف الدولي، خاصة في دول مثل كندا، أستراليا، دول الاتحاد الأوروبي وغيرها. كما يُعد بوابة لفرص الاستثمار، حيث تُفضل بعض الدول المستثمرين القادمين من دول ذات جوازات قوية نظرًا لما يُمثله ذلك من استقرار اقتصادي وثقة دولية. كما تُوفر الجوازات القوية إمكانية فتح حسابات بنكية بالخارج، تملك عقارات، أو الانخراط في مشاريع دولية بمرونة وسلاسة.
اقرأ أيضًا :كل ما تحتاج معرفته عن تأشيرات كأس العالم 2026: فيزا البلدان المستضيفة
الأمان الشخصي في الأزمات
في الأوقات الحرجة مثل الحروب أو الكوارث الطبيعية أو الأزمات الصحية العالمية، يُثبت الجواز القوي أهميته من خلال تمكين صاحبه من المغادرة السريعة إلى دول أخرى دون الحاجة لإجراءات معقدة. كما يحصل حاملو الجوازات القوية غالبًا على معاملة خاصة من السفارات والقنصليات، حيث تُوفر لهم الحماية، الإجلاء عند الضرورة، والدعم الكامل. هذه الحماية القنصلية تُعد أحد أشكال الأمان الشخصي التي لا تقدر بثمن، خصوصًا في الأزمات غير المتوقعة.
كيف يمكن لدولة تحسين قوة جوازها؟
تحسين قوة جواز السفر لا يتم بين ليلة وضحاها، بل هو نتاج استراتيجية طويلة الأمد تشمل عدة مجالات حيوية، أهمها العلاقات الدولية، الاستقرار السياسي، الأداء الاقتصادي، وسمعة الدولة عالميًا. الدول التي تسعى لتعزيز مكانة جوازها تحتاج إلى تبنّي سياسات خارجية نشطة، وإصلاحات داخلية متماسكة تعكس التقدم والتنمية. فالجواز القوي ليس مجرد وثيقة سفر، بل يُعتبر مرآة تعكس مدى احترام العالم للدولة ومواطنيها، ومدى ثقتها في أن أولئك المواطنين سيحترمون القوانين الدولية عند تنقلهم. إذًا، تحسين الجواز مرتبط ارتباطًا وثيقًا بقوة الدولة الشاملة.
تحسين العلاقات الخارجية
تُعد العلاقات الدبلوماسية المتينة إحدى أبرز الأدوات في تقوية جواز السفر. فكلما كانت الدولة قادرة على بناء شراكات استراتيجية. وتوقيع اتفاقيات ثنائية ومتعددة الأطراف مع الدول الأخرى، كلما حصل مواطنوها على تسهيلات سفر أكبر. على سبيل المثال، الدول التي تدخل في اتفاقيات إعفاء من التأشيرات مع عدد كبير من الدول ترفع تلقائيًا من تصنيف جوازها. كما أن الانضمام إلى منظمات دولية كالاتحاد الأوروبي، ومنطقة شنغن. أو التعاون الإسلامي قد يسهم في فتح أبواب تنقل أوسع للمواطنين. قوة الجواز تبدأ من قوة السياسة الخارجية وسمعة الدولة على المسرح الدولي.
الاستقرار الداخلي والنمو الاقتصادي
لا يمكن أن يُبنى جواز قوي دون استقرار داخلي حقيقي، يشمل الأمان السياسي، انخفاض معدلات الفساد، قوة مؤسسات الدولة، ونظام قانوني فعّال. عندما تكون الدولة مستقرة، فإن دول العالم تميل إلى الوثوق بمواطنيها. ولا تخشى من أن يستخدموا جوازاتهم في الهروب من أزمات أو طلب اللجوء. أما من الناحية الاقتصادية، فالدول ذات الاقتصاد المزدهر تمثل شركاء موثوقين في التجارة والاستثمار، مما يجعل دولًا أخرى أكثر استعدادًا للسماح لمواطنيها بالدخول دون تعقيد. النمو الاقتصادي يعني أيضًا أن المواطن لن يكون عبئًا على الدولة المستقبِلة، بل قد يكون مساهماً في اقتصادها.
هل يمكن لأي شخص الحصول على أقوى جواز؟
من حيث المبدأ، لا يمكن لأي شخص الحصول على أقوى جوازات السفر بسهولة، لأن هذه الجوازات غالبًا ما تُمنح بموجب شروط صارمة تتعلق بالجنسية أو الولادة أو الروابط القانونية الواضحة مع الدولة المعنية. ومع ذلك، هناك وسائل قانونية متاحة للحصول على جوازات قوية، وإن كانت مكلفة أو تستغرق وقتًا طويلاً. من بين هذه الوسائل برامج الجنسية عبر الاستثمار، أو الحصول على الجنسية من خلال الزواج أو الإقامة الطويلة. تختلف سهولة الإجراءات من دولة لأخرى، ويعتمد النجاح فيها على مدى التزام الشخص بالشروط، واستعداده لتحمّل التكاليف أو الوقت المطلوب.
الجنسية عبر الاستثمار
تُعد برامج “الجنسية مقابل الاستثمار” من أسرع الطرق للحصول على جواز سفر قوي نسبيًا، خاصة في دول الكاريبي أو بعض الدول الأوروبية. تقوم هذه البرامج على تقديم مساهمة مالية كبيرة للدولة، إما عبر استثمار عقاري، أو تبرع مباشر لصندوق سيادي، مقابل الحصول على الجنسية خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًا (من عدة أشهر إلى سنة). من أشهر الدول التي تقدم مثل هذه البرامج: سانت كيتس ونيفيس، دومينيكا، مالطا، قبرص، وتركيا. لكن هذه البرامج تتطلب مبالغ كبيرة، وتدقيقًا أمنيًا وماليًا صارمًا، حيث تسعى الدول إلى التأكد من مصداقية ومكانة المستثمر قبل منحه جنسيتها.
الزواج أو الإقامة الطويل
طريقة أخرى للحصول على جنسية دولة ذات جواز قوي هي الزواج بمواطن/ة من تلك الدولة، مع توفر إثباتات جدية العلاقة واستمرارها. هذا الطريق غالبًا ما يتطلب سنوات من الإقامة القانونية، وقد يخضع لمقابلات وتحقيقات لضمان عدم التزوير أو الزواج الصوري. في حالات أخرى، تمنح بعض الدول الجنسية لمن أقام فيها لسنوات طويلة بشكل قانوني، وشارك في الحياة الاقتصادية والاجتماعية فيها. على سبيل المثال، يمكن للشخص بعد 5 أو 10 سنوات من الإقامة الدائمة في دول مثل ألمانيا، كندا، أو أستراليا، أن يتقدم بطلب الحصول على الجنسية، إذا استوفى الشروط المتعلقة باللغة، الثقافة، والسجل الجنائي النظيف
الخلاصة
تُعد جوازات السفر مرآة تعكس مدى قوة الدولة وتأثيرها على الساحة الدولية، كما تُجسد مدى ثقة العالم في مواطنيها. وفي حين تتفاوت الجوازات العربية والعالمية من حيث القوة والتصنيف، فإن العوامل الحاسمة في تعزيز مكانة أي جواز تشمل العلاقات الدبلوماسية، الاستقرار الداخلي، النمو الاقتصادي، واحترام القوانين الدولية. وقد برز الجواز الإماراتي كنموذج عربي ناجح استطاع الوصول إلى المراتب العليا عالميًا، بينما تسعى بقية الدول إلى تحسين تصنيفها تدريجيًا. من جهة أخرى، يمكن للأفراد الحصول على جوازات قوية من خلال الإقامة الطويلة أو الاستثمار في بعض الدول، لكن ذلك يتطلب التزامًا واستيفاء شروط محددة. في النهاية، فإن امتلاك جواز سفر قوي لا يفتح أبواب التنقل فحسب، بل يوفر فرصًا حقيقية للعمل، الاستثمار، والأمان الشخصي في عالم مليء بالتحولات.
الأسئلة الشائعة
س: ما هو أقوى جواز سفر في العالم لعام 2025؟
ج: الجواز الياباني يُعد الأقوى عالميًا في 2025، حيث يتيح لحامله دخول أكثر من 195 دولة بدون تأشيرة أو بتأشيرة عند الوصول.
س: ما هي الدولة العربية التي تمتلك أقوى جواز؟
ج: الإمارات العربية المتحدة تحتل المرتبة الأولى عربيًا، وتُصنَّف ضمن أقوى 10 جوازات سفر في العالم.
س: هل يمكن لأي شخص شراء جنسية لدولة بجواز قوي؟
ج: نعم، لكن بشروط. بعض الدول تقدم الجنسية عبر الاستثمار مقابل مبالغ مالية كبيرة، مع ضرورة التحقق من خلفية الشخص.
س: ما الفرق بين الجواز القوي والضعيف؟
ج: الجواز القوي يسمح بدخول عدد كبير من الدول دون تأشيرة، ويوفر أمانًا وتسهيلات أكبر، بينما الجواز الضعيف يفرض على حامله التقديم المسبق للحصول على تأشيرات، مما يحد من حرية تنقله.
س: هل تؤثر الأزمات السياسية في قوة الجواز؟
ج: بالتأكيد، فعدم الاستقرار السياسي، الحروب، أو العزلة الدولية تؤدي إلى تراجع ترتيب جواز الدولة عالميًا.
اقرأ أيضًا :الدليل الكامل للحصول على فيزا إيطاليا: الشروط، الوثائق، والخطوات
