أظهرت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الكندي يوم الجمعة مؤشرات متباينة بشأن أوضاع معدل البطالة في كندا خلال شهر أبريل الماضي. ما يعكس استمرار حالة عدم الاستقرار في أداء الاقتصاد الكندي خلال الفترة الأخيرة.
بحسب التقرير، فإن الاقتصاد الكندي أضاف نحو 7.4 ألف وظيفة خلال أبريل. متجاوزًا توقعات الأسواق التي كانت تشير إلى إضافة 4.1 ألف وظيفة فقط. هذا الأداء الإيجابي يأتي بعد قراءة سلبية في شهر مارس. حيث فقد الاقتصاد ما يقرب من 32.6 ألف وظيفة، ما يشير إلى وجود نوع من التحسن الجزئي في التوظيف.
ومع ذلك، لم يكن الأداء العام لسوق العمل إيجابيًا بالكامل. إذ سجل معدل البطالة في البلاد ارتفاعًا ليصل إلى 6.9% خلال أبريل، وهو أعلى مستوى يتم تسجيله منذ سبتمبر 2021. وكانت الأسواق قد توقعت ارتفاع المعدل إلى 6.8% فقط، في حين سجل في شهر مارس نسبة 6.7%.
البيانات الصادرة تؤكد أن هناك فجوة واضحة بين عدد الوظائف المُضافة ومعدل البطالة. وهو ما قد يفسر بأن معظم الوظائف الجديدة لم تكن كافية لاستيعاب النمو في القوى العاملة. أو أن هناك تراجعًا في نوعية الوظائف أو مدة التوظيف، ما ينعكس بشكل سلبي على مؤشرات البطالة.
اقرأ أيضًا :بريطانيا.. تشترط إجادة اللغة بمستوى “أ” للحصول على تأشيرة الهجرة
تأتي أهمية هذه البيانات في كونها تصدر بشكل مبكر بعد نهاية كل شهر. ما يجعلها ذات تأثير مباشر وسريع على تحركات الأسواق المالية والمستثمرين. ويعد مؤشر التغير في التوظيف من الأدوات المهمة التي تقيس مدى نشاط الاقتصاد. حيث يعكس عدد الأشخاص الذين حصلوا على وظائف جديدة.
في المقابل، يعتبر معدل البطالة من المؤشرات الأساسية التي تعكس صحة الاقتصاد، لأنه يتصل مباشرة بمستويات إنفاق المستهلكين. والتي بدورها تؤثر على وتيرة النمو الاقتصادي والسياسات النقدية للبنك المركزي الكندي. وفي حال استمرار ارتفاع معدل البطالة. فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من الحذر من جانب بنك كندا فيما يتعلق برفع أسعار الفائدة أو تعديل سياساته النقدية.
رغم أن الاقتصاد أظهر قدرة محدودة على خلق وظائف خلال أبريل. إلا أن الأرقام تشير إلى استمرار الضغط على سوق العمل. ويبقى من المهم مراقبة أداء القطاعات المختلفة ومعرفة ما إذا كانت الوظائف المُضافة مستدامة أم مؤقتة. وكذلك ما إذا كانت تعكس نموا حقيقيًا أم تعويضًا عن فقدان سابق.
تُظهر هذه البيانات أن الاقتصاد الكندي لا يزال في مرحلة متقلبة. ويحتاج إلى مزيد من الاستقرار والدفع نحو خلق فرص عمل تتسم بالاستدامة والجودة. كما أن أي قرارات مستقبلية بشأن السياسات الاقتصادية، وخاصة من جانب البنك المركزي. ستكون مرتبطة بشكل وثيق بهذه المؤشرات وتطوراتها خلال الأشهر القادمة.
المصدر: www.arabictrader.com
اقرأ أيضًا :إطلاق نظام ذكي جديد لتنظيم مواعيد التأشيرات في المغرب