في ظل تصاعد التوترات المتعلقة بسياسات الهجرة في الولايات المتحدة، بدأت عدة جامعات أمريكية باتخاذ خطوات لدعم الطلاب الأجانب الذين باتوا يواجهون تهديدات حقيقية بالإبعاد من البلاد. فقد أفادت وكالة رويترز أن بعض هذه الجامعات قد شرعت في تقديم استشارات قانونية وتحذيرات سرية للطلبة، خصوصاً بعد أن وسّعت السلطات الأمريكية من حملاتها لتشمل طلاباً شاركوا في احتجاجات مؤيدة لفلسطين، بالإضافة إلى آلاف الطلاب الآخرين الذين ارتكبوا مخالفات بسيطة. هذا التطور أثار قلقاً واسعاً في الأوساط الأكاديمية، ودفع المؤسسات التعليمية للوقوف إلى جانب طلابها الأجانب دفاعاً عن حقوقهم ومستقبلهم العلمي
أسباب الحملة الأخيرة على الطلاب الأجانب
الهدف المُعلن كان حماية الأمن القومي، لكن تطبيق هذه السياسات بدأ يتعدى على حقوق طلاب أبرياء. كثير منهم وجد نفسه في مرمى الهجوم بسبب مخالفات بسيطة، لا تستدعي هذا القدر من التشدد.
لماذا استهدفت الحملة الطلاب المناصرين للفلسطينيين؟
العديد من الطلاب الذين شاركوا في مظاهرات مؤيدة لفلسطين تم استدعاؤهم أو توقيفهم، مما أثار مخاوف من أن الاستهداف لم يكن قانونياً بحتاً، بل يحمل في طياته دوافع سياسية.
اتساع دائرة الاعتقالات والترحيل
ما بدأ باعتقال محدود طال طلابًا محددين، اتسع ليشمل آلاف الطلاب من جنسيات متعددة. حيث استخدمت السلطات مبررات مثل تجاوز مدة الإقامة أو مخالفة بنود الفيزا كحجج لإبعادهم.
ردود فعل الجامعات الأمريكية
لم تقف الجامعات مكتوفة الأيدي. حيث سارعت العديد منها إلى تقديم الدعم القانوني والنفسي للطلاب الأجانب، ودعتهم لعدم اتخاذ قرارات فردية متسرعة.
دور مستشاري الجامعات في توجيه الطلاب
المستشارون في الجامعات يلعبون دورًا محوريًا في هذه المرحلة. حيث يقدمون النصيحة بشكل سري أحيانًا، ويحثون الطلاب على عدم مغادرة البلاد واستشارة محامٍ فورًا.
نصائح قانونية للطلاب الأجانب
من أهم النصائح:
- الاستمرار في الحضور الأكاديمي المنتظم.
- الحفاظ على سجل دراسي سليم.
- التوجه لمحامٍ مختص في قضايا الهجرة فورًا عند وجود أي إشعار من السلطات.
- توثيق كل المعاملات والمراسلات مع الجهات الرسمية.
لماذا يُنصح بعدم مغادرة الولايات المتحدة حالياً؟
العديد من الجامعات، مثل جامعة ديوك، حذّرت طلابها من مغادرة البلاد خوفاً من رفض دخولهم مرة أخرى. فالسياسات المتقلبة قد تعرّض مستقبلهم الدراسي للخطر.
اقرأ أيضًا :سياسة الترحيل الإيطالية إلى ألبانيا: تحول جديد في إدارة أزمة اللاجئين
التأثيرات الاقتصادية لطرد الطلاب الأجانب
الطلاب الأجانب يساهمون بمليارات الدولارات سنوياً في الاقتصاد الأمريكي، ليس فقط من خلال الرسوم الدراسية، بل من خلال الإنفاق اليومي، والإسهام في البحث العلمي. إذ تشير الإحصائيات إلى أن مساهمتهم تصل إلى 44 مليار دولار.
الدفاع القانوني: كيف تدخلت الجامعات قضائياً؟
بعض الجامعات لجأت إلى القضاء للطعن في دستورية الإجراءات، حيث تمكّن أكثر من 200 طالب من الحصول على قرارات قضائية توقف ترحيلهم مؤقتاً.
دور معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في دعم الطلاب
رئيسة المعهد، سالي كورنبلوث، أكدت أن الجامعة ستفقد مكانتها دون وجود الطلاب الأجانب. معتبرة أن دعمهم ليس مسألة اقتصادية فقط، بل يتعلّق بالقيم الأكاديمية والإنسانية.
التأثير الخاص على الطلاب الهنود والصينيين
يشكل الطلاب من الهند والصين أكثر من نصف العدد الإجمالي للطلاب الأجانب، ما جعلهم من أكبر المتضررين من الحملة. وقد تم شطب آلاف الأسماء من قاعدة بيانات الهجرة لأسباب وصفت بـ”البسيطة”.
قرارات إدارة الهجرة وتبعاتها
إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية حذفت أكثر من 4700 اسم من قاعدة بيانات تأشيرات الطلاب، مستندة إلى تهم “نشاطات إجرامية”، دون تقديم أدلة كافية في كثير من الحالات.
خطوات عملية للطلاب لمواجهة التحديات
- مراجعة التأشيرة والإقامة بشكل دوري.
- عدم التغيب عن المحاضرات دون عذر.
- التواصل المستمر مع المستشار الأكاديمي.
- تجنب أي نشاط قد يُفسّر بشكل سلبي من السلطات.
- بناء شبكة دعم من الزملاء والأساتذة.
خاتمة: الطريق إلى الأمام
رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها الطلاب الأجانب في الجامعات الأمريكية، إلا أن التمسك بحقوقهم، والحصول على الاستشارة القانونية، والتعاون مع إدارات الجامعات، يمثل خطوات جوهرية لحماية مستقبلهم الأكاديمي والمهني. هذه الأزمة كشفت أهمية وقيمة وجودهم في النسيج التعليمي والاقتصادي الأمريكي، وستظل جهودهم محل تقدير مهما اشتدت الرياح.
الأسئلة الشائعة (FAQs)
1. هل يمكن للطلاب الأجانب متابعة دراستهم رغم شطب أسمائهم من نظام الهجرة؟
نعم، إذا طعنوا في القرار قانونيًا وحصلوا على أمر قضائي، يمكنهم الاستمرار في الدراسة مؤقتًا.
2. ما هو التصرف الأمثل إذا تلقى الطالب إشعارًا من إدارة الهجرة؟
التواصل الفوري مع محامي هجرة مختص وعدم تجاهل الإشعار أو مغادرة البلاد دون مشورة.
3. هل يمكن للطالب العودة إلى بلده ثم العودة للدراسة لاحقًا؟
غير مستحسن حاليًا، إذ قد يتم منعه من دخول أمريكا مجددًا بسبب السياسات غير المستقرة.
4. هل جميع الجامعات تقدم الدعم القانوني؟
ليست جميع الجامعات، لكن معظمها يقدم على الأقل توجيهًا قانونيًا أو إحالة لمحامٍ مختص.
5. هل هذا الوضع مؤقت أم دائم؟
الوضع غير مستقر وقد يتغير مع تغير الإدارة السياسية، لكن الطلاب بحاجة للاستعداد دائمًا لأسوأ الاحتمالات.
اقرأ أيضًا :ارتفاع كبير في عدد الأمريكيين الساعين للحصول على الجنسية الكندية خلال عام 2025