أوضح السفير الأوروبي في تركيا، توماس أوسوفسكي، أن مسألة التأشيرات تشكل واحدة من أكبر العقبات التي تعترض العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، مشيرًا إلى أن من غير المعقول أن تكون تركيا، وهي دولة مرشحة رسمية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، الدولة الوحيدة من بين الدول المرشحة التي لا يتمتع مواطنوها بإمكانية السفر بدون تأشيرة إلى منطقة شنغن.
وأكد السفير أن الاتحاد الأوروبي قدم عرضًا “صريحًا وصادقًا” للحكومة التركية لإعادة إطلاق المحادثات حول تحرير التأشيرات، داعيًا أنقرة إلى التعاون لتجاوز العقبات المتبقية. وشدد على أن من الضروري التقدم في استكمال الشروط المتبقية، من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي يُنهي هذا الوضع الذي وصفه بأنه لا يخدم مصالح الطرفين.
وتطرق أوسوفسكي إلى الوضع في القنصليات الأوروبية في تركيا، حيث تعاني من ضغط شديد بسبب تزايد طلبات الحصول على التأشيرات، ما يؤدي إلى تأخير طويل في المواعيد قد يمتد لعدة أشهر أو حتى عام كامل في بعض الحالات. وقال إن هذا الأمر لا يمكن أن يستمر، لا سيما في ظل العلاقات الاستراتيجية بين الطرفين.
وفي سياق المقارنة، أشار السفير إلى أن كوسوفو، رغم أنها ليست دولة معترف بها من قبل جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي، بات بإمكان مواطنيها السفر إلى منطقة شنغن دون تأشيرة، في حين لا يزال المواطن التركي محرومًا من هذا الحق. وأضاف أن تركيا تمتلك مؤسسات حكومية فعالة وقوية، ما يجعل استمرار هذا الوضع أمرًا يصعب تبريره من منظور سياسي أو إداري.
يُذكر أن تركيا بدأت مفاوضاتها مع الاتحاد الأوروبي بشأن إعفاء التأشيرات في عام 2016، لكنها لم تستكمل بعد جميع الشروط الفنية المطلوبة لتحقيق هذا الهدف، حيث بقيت ستة معايير لم يتم الوفاء بها بعد، حسب تقارير أوروبية رسمية.
ويأتي هذا النقاش في وقت تتزايد فيه دعوات داخل تركيا لإعادة النظر في معايير التأشيرات المفروضة على المواطنين الأتراك، وكان أبرزها مطالبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للاتحاد الأوروبي الشهر الماضي بمراجعة نظام التأشيرات الحالي وتسهيل الإجراءات أمام المواطنين الأتراك، خاصة في ظل العلاقات المتبادلة والمصالح المشتركة.
المصدر: Schengen.News
اقرأ أيضًا :السعودية تطلق تأشيرة عمل مؤقتة بإجراءات ميسرة