تشهد أستراليا تراجعًا حادًا في معدلات المواليد، ما يثير قلق الخبراء من دخول البلاد في أزمة العمالة قد تهدد استقرارها الاقتصادي والاجتماعي خلال العقود المقبلة.
وبحسب بيانات مكتب الإحصاء الأسترالي، بلغ معدل الخصوبة في البلاد 1.5 طفل لكل امرأة، وهو أدنى مستوى تم تسجيله حتى الآن، وأقل بكثير من معدل الإحلال السكاني البالغ 2.1 طفل. هذا الانخفاض يعني أن عدد المواليد الجدد لم يعد كافيًا للحفاظ على استقرار عدد السكان البالغ حاليًا نحو 27 مليون نسمة.
الأستاذ بيل فون هيبل، المتخصص في علم النفس التطوري، أشار إلى أن الانخفاض العالمي في معدلات الإنجاب يشكل “جرس إنذار” للبشرية، محذرًا من أن بعض الدول قد تشهد انكماشًا سكانيًا حادًا بحلول نهاية القرن الحالي. وأضاف أن حكومات الدول المتقدمة، بما فيها أستراليا، ستجد نفسها مضطرة إلى جذب المهاجرين بدلًا من الحد من دخولهم، وذلك لتعويض النقص في الأيدي العاملة ودعم الأنظمة الصحية والخدمات العامة.
وأوضح فون هيبل أن ظاهرة انخفاض الخصوبة لا تقتصر على أستراليا فقط، بل تشمل أيضًا العديد من الدول الآسيوية ونصف دول أوروبا الغربية، حيث تتسارع وتيرة الانكماش السكاني إلى درجة دفعت بعض المدن اليابانية إلى هدم المنازل المهجورة نتيجة قلة الطلب.
وفي ظل هذه التحولات، من المتوقع أن تنشأ منافسة دولية شرسة بين الحكومات لاستقطاب الكفاءات والمهارات من الخارج، حيث تصبح فئات مثل الممرضين والمهندسين والمبرمجين هدفًا استراتيجيًا للدول الساعية إلى سد العجز في سوق العمل.
المستقبل القريب يحمل تحديات إضافية، إذ يُتوقع أنه بحلول عام 2060 سيكون هناك 2.7 عامل فقط لكل شخص فوق سن 65 عامًا، مقارنة بـ7.4 عامل في سبعينيات القرن الماضي. هذا التغير الديموغرافي يضع عبئًا متزايدًا على الأجيال الشابة، ويهدد توازن الأنظمة التقاعدية والقطاع الصحي والإنتاجية العامة.
وفي الوقت الذي يبحث فيه بعض الباحثين عن حلول تكنولوجية مثل الاعتماد على الروبوتات لتخفيف أعباء التربية، لا تزال السياسات الحكومية بحاجة إلى التكيف سريعًا مع هذه المستجدات، سواء من خلال دعم الأسر أو تبني استراتيجيات هجرة أكثر انفتاحًا.
المصدر: Daily Mail Australia.
اقرأ أيضًا :كيبيك تطلق برنامج جديد للعمال المهرة وتجمد لم الشمل حتى 2026