أعلنت كتابة الدولة المكلفة بالهجرة في سويسرا أن قرارات الطرد بحق المهاجرين غير النظاميين في البلاد شهدت تصاعدًا ملحوظًا خلال السنة الماضية. من بين هذه القرارات، تم تنفيذ ثلاثة أرباعها فعليًا من أصل 2250 قرارًا، ما يعكس تشددًا واضحًا في سياسات الهجرة. تصدّر المغاربة قائمة المطرودين من الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إلى جانب كل من الجزائريين والألبان.
وفقًا للبيانات الرسمية، يرتفع معدل تنفيذ قرارات الطرد، حيث بلغت نسبة التنفيذ حوالي 68% من إجمالي القرارات الصادرة، مع ترحيل أكثر من 1530 شخصًا قبل نهاية العام الماضي. هذا بالإضافة إلى حوالي 140 حالة طرد إضافية في العام الجاري. الجدير بالذكر أن معظم المرحّلين من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و54 عامًا، وهو ما يوضح أن فئة الشباب هي الأكثر تأثرًا بهذه القرارات.
تشير الإحصائيات إلى أن سويسرا تواجه تحديات كبيرة بسبب تدفق المهاجرين غير النظاميين، حيث وصل حوالي 4 آلاف مهاجر من المغرب وتونس والجزائر خلال العام الماضي فقط. وتعاني السلطات من صعوبة التحقق من هويات هؤلاء المهاجرين بسبب عدم امتلاكهم وثائق ثبوتية، الأمر الذي يؤدي إلى تعقيد عملية التعامل معهم. يلجأ بعض المهاجرين إلى الادعاء بانتمائهم لدول أخرى غير بلدانهم الأصلية بهدف تسهيل الحصول على اللجوء.
من ناحية أخرى، تصدرت رومانيا وفرنسا وإيطاليا قائمة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي شهدت إصدار أكبر عدد من أوامر الطرد بحق مواطنيها. هذا يعكس أن ظاهرة الهجرة غير النظامية لا تقتصر على دول العالم الثالث فقط، بل تمتد لتشمل دولًا أوروبية أيضًا.
تشدد السلطات السويسرية على أهمية ضبط الحدود وتنظيم الهجرة من خلال سياسات صارمة. وترى أن هذه الإجراءات ضرورية للتخفيف من الأعباء الاقتصادية والاجتماعية التي تفرضها الهجرة غير النظامية. في المقابل، تثير هذه السياسات مخاوف حقوقية حول مصير المرحّلين وما يواجهونه من تحديات عند عودتهم إلى أوطانهم.
يعد تصدّر المغاربة قائمة المطرودين مؤشرًا على تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في المغرب، حيث يدفع الفقر والبطالة العديد من الشباب إلى المخاطرة بحياتهم للهجرة إلى أوروبا بحثًا عن فرص أفضل. ومع عودتهم إلى بلادهم بعد ترحيلهم، يواجه هؤلاء المهاجرون صعوبات كبيرة في إعادة الاندماج داخل مجتمعاتهم المحلية.
للتعامل مع هذه الظاهرة، هناك حاجة ماسة إلى تعزيز التعاون الدولي بين سويسرا ودول المصدر مثل المغرب والجزائر. يتطلب ذلك تطوير برامج لإعادة إدماج المرحّلين وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لهم. كما يجب الاستثمار في تحسين الظروف الاقتصادية والتعليمية داخل البلدان الأصلية للحد من دوافع الهجرة.
تعكس قرارات الطرد المتزايدة واقعًا معقدًا يتطلب حلولًا مستدامة تشمل التعاون الدولي، وتحسين أوضاع المهاجرين، وتعزيز التوعية بمخاطر الهجرة غير النظامية. ومع استمرار هذه الظاهرة، يبقى السؤال مفتوحًا حول كيفية تحقيق توازن بين حماية حدود الدول واحترام حقوق الإنسان.
مصدر هذا الخبر هو موقع هسبريس الإخباري.
الأسئلة الشائعة (FAQs)
1. لماذا تصدّر المغاربة قائمة المطرودين من سويسرا؟
تصدّر المغاربة القائمة بسبب ارتفاع عدد المهاجرين غير النظاميين من المغرب، الذين غالبًا ما يعانون من غياب الوثائق الثبوتية.
2. ما هي نسبة تنفيذ قرارات الطرد في سويسرا؟
تم تنفيذ حوالي 68% من قرارات الطرد الصادرة في العام الماضي.
3. ما هي الفئات الأكثر تضررًا من قرارات الطرد؟
تشمل الفئات الأكثر تضررًا الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و54 عامًا.
4. كيف يمكن الحد من الهجرة غير النظامية؟
يمكن الحد من الهجرة غير النظامية من خلال تحسين الظروف الاقتصادية والتعليمية في دول المصدر وتعزيز التعاون الدولي.
5. ما هي أبرز التحديات التي تواجه المرحّلين؟
يواجه المرحّلون صعوبات في إعادة الاندماج داخل مجتمعاتهم المحلية وتحديات نفسية واجتماعية كبيرة.
اقرأ أيضًا : افضل 5 فرص سفر مجانية لعام 2025 – دليل شامل