كشفت مصادر إعلامية فرنسية أن شركة Maintenance Akademy، التي يوجد مقرها في مدينة رين الفرنسية، أطلقت مبادرة لدعم الشركات الصناعية في فرنسا من خلال البحث عن مهنيي الصيانة المؤهلين في إفريقيا، وبشكل خاص في المغرب، لتغطية المناصب التي يصعب إيجاد مرشحين لها داخل فرنسا.
وجاء هذا التحرك في إطار المشاركة الفرنسية في اللقاءات الدولية الرابعة والعشرين لمجموعة Medef 35، التي نُظمت هذا العام في مدينة الدار البيضاء ما بين 15 و17 أكتوبر 2025، بمشاركة نحو مئة من مسؤولي الشركات الفرنسية القادمين من منطقة بريتاني.
ووفق ما أفادت به المصادر نفسها، فإن شركة Maintenance Akademy، التي تمتلك فرعًا في الدار البيضاء، تعتبر من الشركات المتخصصة في استقطاب وتكوين فنيين يتمتعون بمهارات عالية في مجالات الصيانة الصناعية، وهي مهارات باتت نادرة نسبيًا في سوق العمل الفرنسي.
وأشار خبراء الشركة إلى أن مهن الصيانة تعرف ضغطًا متزايدًا في فرنسا، خصوصًا في القطاعات الصناعية والغذائية، بسبب قلة المتخصصين المؤهلين في هذا المجال. ويؤكد الخبراء أن هذا النقص يؤثر بشكل مباشر على تنافسية الشركات الصناعية، حيث تضطر بعض المؤسسات إلى تقليص نشاطها أو تأجيل مشاريعها الاستثمارية بسبب غياب اليد العاملة الكافية.
في المقابل، يشير المهنيون إلى أن المغرب يزخر بعدد كبير من التقنيين والفنيين الذين يمتلكون الكفاءة المطلوبة في مجالات الصيانة الكهربائية والميكانيكية والإلكترونية، والذين يبحث العديد منهم عن فرص عمل بالخارج، خاصة في فرنسا، في ظل ارتفاع معدلات البطالة محليًا.
ولمواجهة هذا الوضع، أطلقت Maintenance Akademy برنامجًا خاصًا يهدف إلى تسهيل حركة سوق العمل بين فرنسا والمغرب، عبر توفير قنوات توظيف منظمة تتيح للشركات الفرنسية الاستفادة من الكفاءات المغربية، وفي الوقت نفسه تمنح المهنيين المغاربة فرصًا قانونية للهجرة والعمل في بيئة صناعية متقدمة.
ويؤكد المراقبون أن أزمة نقص اليد العاملة الماهرة لا تقتصر على فرنسا وحدها، بل تشمل معظم الدول الأوروبية التي تواجه تراجعًا في الإقبال على المهن التقنية والميدانية، مقابل توجه متزايد من الشباب نحو قطاعات التكنولوجيا والخدمات الرقمية. هذا التحول خلق فجوة في القطاعات الصناعية التقليدية التي ما زالت تشكل عصب الاقتصاد في عدة دول.
ويرى خبراء التشغيل أن التعاون بين فرنسا والمغرب في هذا المجال يمكن أن يشكل نموذجًا ناجحًا للتكامل بين بلد يحتاج إلى الكفاءات وبلد يملك الموارد البشرية المؤهلة، مما يسهم في تقوية العلاقات الاقتصادية الثنائية وتعزيز فرص التنمية المشتركة.
المصدر: akhirsaa
اقرأ أيضا:فرنسا تتصدر الدول الأوروبية المانحة لتأشيرات شنغن للمغاربة