أعلنت ولاية سكسونيا-أنهالت الألمانية عن إطلاق مبادرة واسعة تهدف إلى دمج الشباب من المهاجرين واللاجئين في نظام التدريب المهني الألماني، وذلك من خلال تقديم معلومات مبسطة وواقعية حول هذا النظام، بالإضافة إلى توفير خدمات استشارية شخصية وافتراضية تراعي الجوانب الثقافية والاجتماعية للفئات المستهدفة. المبادرة التي تم الإعلان عنها رسميًا في 26 يونيو 2025 تأتي ضمن جهود الحكومة المحلية لتحسين فرص الاندماج وتعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للمهاجرين.
المبادرة، التي تحمل اسم “ولاية ساكسونيا أنهالت تحتاجك”، تستهدف نحو ألف شاب من المهاجرين واللاجئين وعائلاتهم، وتهدف إلى تسهيل إدماجهم في سوق العمل المحلي عبر نظام التدريب المهني المعروف في ألمانيا. هذا النظام يعتبر من أهم المراحل التي تؤهل الشباب لدخول سوق العمل بشكل منظم ومستدام.
وتنطلق هذه المبادرة بالتعاون مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والصحة والمساواة في الولاية، بالإضافة إلى غرف الحرف ووكالة العمل الاتحادية وعدد من منظمات المهاجرين والمؤسسات المحلية ذات العلاقة، لضمان توفير دعم شامل يراعي احتياجات الشباب المهاجرين بشكل فعلي.
واحدة من أبرز ميزات المبادرة هي تقديم الاستشارات بلغات متعددة، مما يساهم في تذليل العوائق اللغوية التي تحول دون وصول الشباب إلى المعلومات الدقيقة حول فرص التدريب المهني. كما تشمل المبادرة دعمًا فرديًا مصممًا خصيصًا لمرافقة المستفيدين خطوة بخطوة، سواء عبر اللقاءات المباشرة أو عبر الإنترنت.
بالإضافة إلى ذلك، تم تكليف 20 من مديري التدريب في المدارس المهنية لتقديم الدعم والإشراف لحوالي 8000 شاب، إلى جانب تنظيم دورات تدريبية تشمل الدعم اللغوي والتحضير للامتحانات النهائية، ما يعزز من فرص النجاح في نظام التكوين المهني.
وفي تصريح لرئاسة وزراء الولاية، أكدت بيترا غريم-بينه، المنتمية إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أن المبادرة تسعى إلى الوصول المباشر إلى الفئة المستهدفة، مشيرة إلى أهمية تقديم الدعم في سياقاتهم الحياتية والثقافية المختلفة. وأضافت: “نريد أن يشعر الشباب بأن لديهم في سكسونيا-أنهالت مكانًا حقيقيًا لبناء مستقبلهم المهني، وليس مجرد محطة عبور مؤقتة”.
وتأتي هذه الخطوة في ظل التحديات التي تواجهها الولاية، وعلى رأسها ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب والتي بلغت 8.6٪ في أبريل الماضي، وهي نسبة أعلى من متوسط ولايات شرق ألمانيا الأخرى. ويشير المتحدث باسم الحكومة إلى أن أحد الأسباب وراء هذه النسبة المرتفعة هو عدم دمج الشباب المهاجرين بشكل كافٍ في نظام التدريب المهني، على الرغم من وجود آلاف الفرص الشاغرة في هذا المجال كل عام.
المبادرة تسعى لسد هذه الفجوة من خلال استثمار الإمكانات الكامنة لدى الشباب المهاجرين، وتوفير المسارات المناسبة لهم للمشاركة الفاعلة في الاقتصاد المحلي. ومن المتوقع أن يسهم هذا البرنامج في تحسين استقرار المهاجرين على المدى الطويل، سواء من الناحية الاجتماعية أو الاقتصادية.
ويأمل القائمون على هذه المبادرة أن تسهم في توفير حلول عملية لمشكلة النقص في عدد المتدربين المؤهلين، عبر توجيه الطاقات الشابة الموجودة بالفعل في المجتمع نحو فرص متاحة لكنها غير مستغلة بعد. وفي هذا الإطار، أكد عدد من المسؤولين أن العمل التعاوني بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب المجتمع المدني، يشكل ركيزة أساسية لنجاح هذه المبادرة.
وفي ختام الإعلان، شددت وزيرة العمل والشؤون الاجتماعية على أهمية تهيئة الظروف المناسبة لنجاح هذا المشروع، واعتبرته خطوة أولى في مسار طويل يحتاج إلى المتابعة والدعم المستمر لضمان تحقيق أهدافه.
المصدر: InfoMigrants
اقرأ أيضًا :بلجيكا تفتتح مركزًا جديدًا لمعالجة التأشيرات في الرباط مخصصًا للطلبة المغاربة