في تحقيق أمني موسع كشف عن شبكة كبيرة لتزوير تأشيرات شنغن، تحديداً فرنسا وإسبانيا، في الجزائر. ووفق ما أوردته مصادر متخصصة، فقد تم ضبط وكالة سفر متورطة في تسهيل الحصول على تأشيرات مزورة مقابل مبالغ مالية وصلت إلى 15 ألف يورو.
بدأت القضية عندما تم رصد محاولة ركاب جزائريين دخول دول شنغن بواسطة تأشيرات مزورة في مطار هواري بومدين الدولي بالعاصمة. وقد تم توقيف عدد من المتورطين بينهم مالك وكالة السفر وبعض شركائه، كما صادرت السلطات أجهزة إلكترونية استخدمت في التزوير.
أظهرت التحقيقات أن التأشيرات المزورة تم إعدادها داخل الوكالة نفسها، وأن الشبكة كانت تضم كذلك عناصر متورطة في تهريب المهاجرين إلى أوروبا. ويرجع تاريخ بداية هذه القضية إلى يونيو 2024، فيما انتهت التحقيقات مؤخراً لتقديم المتهمين إلى القضاء المختص.
في يونيو من العام الماضي، أحبطت السلطات محاولة أحد المسافرين التوجه إلى برشلونة بتأشيرة إسبانية مزورة، حيث تبين أن التأشيرة صالحة لمدة سبعة أيام فقط لكنها مزورة. وأقر المسافر بدفع حوالي 3300 يورو للوكالة التي وفرت له هذه الوثيقة المزيفة.
وفي أكتوبر 2024، ضبطت حالة مشابهة لمواطن جزائري يحمل تأشيرة شنغن مزورة لإسبانيا، مدعياً أنه دفع نحو 5300 يورو لنفس الوكالة. كما كشف عدد من الضحايا، من بينهم عائلة مكونة من أربعة أفراد، عن استغلالهم نفس الطريقة للحصول على تأشيرات مزورة إلى فرنسا وإسبانيا.
تظل الأسباب التي دفعت هؤلاء الجزائريين للجوء إلى هذه الممارسات محل تساؤل، خاصة مع وجود إمكانية التقديم عبر القنوات الرسمية مقابل رسوم 90 يورو فقط.
تشير إحصائيات صادرة في 2024 إلى أن الجزائريين كانوا من بين الجنسيات الأعلى تقديماً على تأشيرات شنغن، حيث بلغ عدد طلباتهم 544,634 طلباً، تم قبول 340,780 منها ورفض 185,101 طلباً. وكانت فرنسا وإسبانيا الوجهتين الرئيسيتين لهذه الطلبات بواقع 352,295 و123,991 طلباً على التوالي.
تتابع السلطات الجزائرية التحقيقات وتتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتورطين في هذه القضية التي تهدد أمن الحدود وتسيء إلى سمعة الجزائر أمام دول الاتحاد الأوروبي.
المصدر: Schengen.News
اقرأ أيضًا :فرنسا تفتتح مركزًا جديدًا لتلقي طلبات التأشيرة في مدينة العيون المغربية