أطلقت الصين هذا الأسبوع برنامجا جديدا للتأشيرات يستهدف جذب الكفاءات الأجنبية في مجالات التكنولوجيا، في خطوة يُنظر إليها على أنها جزء من منافستها المتصاعدة مع الولايات المتحدة في ميدان الابتكار والقدرات البشرية. ويأتي هذا الإعلان بعد أن رفعت واشنطن بشكل كبير الرسوم المفروضة على تأشيرة العمل الشهيرة “H-1B”، ما دفع العديد من الباحثين عن فرص عمل إلى النظر في بدائل أخرى.
وتحمل التأشيرة الصينية الجديدة، التي أُطلق عليها اسم “K”، ميزة أساسية مقارنة بالتأشيرة الأميركية، إذ لا تشترط وجود كفيل من صاحب العمل. بينما يخضع الحصول على تأشيرة “H-1B” لنظام القرعة ويُتاح لعدد محدود سنويا لا يتجاوز 85 ألف شخص، إضافة إلى الرسوم الجديدة التي قد تصل إلى 100 ألف دولار سنويا على الشركات الراغبة في توظيف أجانب.
ويرى محللون أن هذه الخطوة تمنح بكين فرصة لتقديم نفسها كوجهة مرحبة بالمواهب الدولية في وقت تتأثر فيه بيئة الأعمال بالتوترات التجارية مع واشنطن. واعتبر مايكل فيلر، كبير الاستراتيجيين في شركة جيوبوليتيكال ستراتيجي، أن الولايات المتحدة أضرت بموقفها عندما شددت شروط “H-1B”، ما جعل التوقيت مناسبا لظهور بديل مثل تأشيرة “K” الصينية.
غير أن الطريق أمام بكين ليس خاليا من العقبات. فالإرشادات الحكومية التي أُعلنت حتى الآن تتضمن معايير غير واضحة تتعلق بعمر المتقدمين وخلفياتهم التعليمية وخبراتهم العملية، كما لم تُحدد بعد تفاصيل بشأن الحوافز المالية أو تسهيلات التوظيف أو شروط الإقامة الدائمة. وتبقى اللغة أحد التحديات البارزة، إذ تعتمد معظم شركات التكنولوجيا الصينية على الماندرين كلغة أساسية للعمل، وهو ما قد يحد من فرص غير الناطقين بها.
الهند، التي تعد المستفيد الأكبر من تأشيرات “H-1B” في الولايات المتحدة بنسبة بلغت 71% العام الماضي، قد تكون ضمن الفئات الأكثر اهتماما بالبرنامج الصيني. لكن خبراء يشيرون إلى أن التوترات السياسية بين نيودلهي وبكين قد تؤثر في عدد المتقدمين الهنود على هذه التأشيرة. ورغم ذلك، يرى بعض الطلاب والمهنيين الهنود في الصين أن “K” تمثل خيارا جذابا بفضل مرونتها مقارنة بالبدائل الأخرى.
وعلى الرغم من أن بكين لا تعاني نقصا واضحا في الكفاءات التقنية المحلية، فإن هذه السياسة تمثل امتدادا لجهودها السابقة في استعادة العلماء والمهندسين الصينيين العاملين في الخارج عبر تقديم حوافز مالية وفرص مهنية منافسة. ويشير محللون إلى أن الصين، التي يعيش فيها نحو مليون أجنبي فقط مقارنة بأكثر من 51 مليون مهاجر في الولايات المتحدة، قد لا تسعى إلى فتح أبواب الهجرة على نطاق واسع، لكنها تحاول عبر تأشيرة “K” تعزيز موقعها في سباق المواهب العالمي ومنافسة النموذج الأميركي.
المصدر: موقع العربية
اقرأ أيضًا :نقص سائقي الحافلات يدفع شركة إيطالية إلى التوجه نحو المغرب