وافق البرلمان الأوروبي على حزمة من الإصلاحات الجديدة التي تمنح الاتحاد الأوروبي صلاحيات أوسع لإعادة فرض شروط التأشيرة على مواطني الدول من خارج الاتحاد، الذين يتمتعون حالياً بإعفاء من تأشيرات الدخول قصيرة الأجل إلى منطقة شنغن. ويأتي هذا القرار في إطار جهود الاتحاد الأوروبي لتعزيز أدواته في مراقبة وتنظيم حركة السفر وضمان التزام الدول الشريكة بمعاييره السياسية والقانونية.
الإصلاحات الجديدة توسع قائمة الأسباب التي تتيح للاتحاد تعليق أو إلغاء السفر بدون تأشيرة، لتشمل حالات تتعلق بانتهاك ميثاق الأمم المتحدة، أو تجاهل قرارات المحاكم الدولية، أو عدم الالتزام بسياسات التأشيرات الأوروبية. كما تمتد الأسباب لتشمل الدول التي تطبق برامج منح الجنسية مقابل الاستثمار، المعروفة باسم “جوازات السفر الذهبية”، والتي تمنح الجنسية مقابل المال وتتيح لحامليها حرية تنقل أكبر داخل أوروبا.
ووفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الألمانية “د ب أ”، تسمح الإصلاحات أيضاً بتعليق الإعفاء من التأشيرة للمسؤولين الحكوميين في حال ثبوت تورطهم في انتهاكات لحقوق الإنسان أو مخالفات خطيرة أخرى. ويرى الاتحاد الأوروبي أن هذه التعديلات ضرورية للحفاظ على نزاهة نظام السفر الحر وللتأكد من عدم إساءة استخدام الإعفاءات الحالية.
تشمل التعديلات الجديدة 61 دولة حول العالم، من بينها إسرائيل وجورجيا وفنزويلا وأوكرانيا وصربيا، وهي دول يتمتع مواطنوها حالياً بإمكانية دخول منطقة شنغن الأوروبية بدون تأشيرة لفترات تصل إلى 90 يوماً خلال كل 180 يوماً. ورغم أن الإصلاحات لا تعني فرض قيود فورية على هذه الدول، إلا أنها تمنح الاتحاد الأوروبي آلية قانونية لإيقاف الإعفاء بشكل مؤقت في حال وجود مبررات تراها بروكسل كافية.
ويهدف القرار إلى جعل سياسة الإعفاء من التأشيرة أكثر مرونة، مع الحفاظ على مبدأ التعامل بالمثل، بحيث يتم تقييم مدى التزام الدول الشريكة بالقيم الأوروبية والمعايير القانونية الدولية. ويؤكد البرلمان الأوروبي أن الهدف من هذه الخطوة ليس التضييق على السفر، بل تعزيز الأمن والشفافية وضمان التوافق مع سياسة الاتحاد في مجالات العدالة وحقوق الإنسان.
تأتي هذه الإصلاحات في وقت يشهد فيه الاتحاد الأوروبي نقاشات متزايدة حول قضايا الهجرة والأمن والسيادة، في ظل التحديات العالمية المتزايدة، ما يعكس حرص بروكسل على تحديث سياساتها الخارجية والهجرية لمواكبة التطورات الدولية وحماية مصالحها المشتركة.
المصدر: وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)
عن: alarabiya
اقرأ أيضا: رئيسة وزراء فنلندا السابقة تدعو إلى تقليص أيام وساعات العمل لتحقيق التوازن