في عام 2025، برز توجه لافت بين الأمريكيين يتمثل في تزايد أعدادهم نحو طلب الحصول على الجنسية الكندية، وهو ما يعكس تحولًا عميقًا في نظرتهم لمستقبلهم داخل الولايات المتحدة. فقد دفعت المخاوف المتعلقة بالأمان، وتراجع بعض الحقوق المدنية، والتغيرات الاجتماعية المتسارعة في أمريكا، الكثيرين إلى التفكير في الانتقال شمالًا بحثًا عن الاستقرار والفرص الجديدة في كندا. ومن أفراد مجتمعات مهمشة إلى عائلات تبحث عن بيئة آمنة لتربية أطفالها، باتت كندا تمثل الملاذ البديل الذي يمنح الأمل بإمكانية حياة أفضل
علاوة على ذلك، يُعد جواز السفر الكندي من بين الأقوى عالميًا. يحتل المرتبة السابعة ويمنح حامليه دخولًا بدون تأشيرة إلى 186 دولة. لهذا السبب، يراه كثيرون أداة تفتح لهم أبواب العالم.
من هم الذين يتجهون نحو كندا؟
الملفت أن هذه الموجة من المهتمين لا تقتصر على كبار السن أو المتقاعدين كما كان شائعًا من قبل. بل تشمل شبابًا، محترفين، وعائلات بأكملها. لكل فئة دوافعها الخاصة.
أفراد مجتمع الميم (LGBTQ+)
يواجه كثير منهم تحديات متزايدة في الولايات المتحدة. على سبيل المثال، هناك مخاوف بشأن تقليص حقوق الزواج أو الحصول على خدمات صحية مناسبة. بالتالي، يجدون في كندا بيئة أكثر تقبّلًا، وملاذًا آمنًا لأسرهم.
الشباب والعائلات
العديد من المهنيين الشباب، خاصة العاملين في مجالات التقنية والصحة والتعليم، يرون في كندا فرصة لتحقيق طموحاتهم. فهم ينجذبون إلى نظام الهجرة الكندي المبني على الكفاءة. كذلك، تعتبر العائلات التعليم الجيد والرعاية الصحية المجانية دافعًا قويًا للانتقال.
اقرأ أيضًا :سياسة الترحيل الإيطالية إلى ألبانيا: تحول جديد في إدارة أزمة اللاجئين
المتقاعدون وكبار السن
صحيح أن المتقاعدين كانوا دائمًا جزءًا من موجات الهجرة، لكن دوافعهم تغيرت. لم يعد الطقس البارد عائقًا. بل أصبح الاستقرار الاجتماعي والسياسي أولويتهم. وهناك من يسعى لاستعادة الجنسية الكندية الموروثة من الأجداد بهدف فتح الباب لأبنائه مستقبلًا.
الكنديون “الضائعون”
هؤلاء أشخاص لديهم أصول كندية، لكنهم كانوا محرومين من الجنسية بسبب قوانين سابقة صارمة. في الآونة الأخيرة، أُدخلت تعديلات قانونية منحتهم فرصة استعادة هويتهم الكندية، وهو ما حفّز الكثيرين منهم على تقديم الطلبات.
التسهيلات القانونية: كيف فتحت كندا أبوابها؟
أدخلت الحكومة الكندية في السنوات الأخيرة تعديلات هامة على قوانين الهجرة والجنسية. أبرزها التوجيه المؤقت الذي أُعلن في مارس 2025، ويستهدف “الكنديين الضائعين”. هذه السياسة المؤقتة تمنح الجنسية لمن وُلدوا أو تم تبنيهم خارج كندا وكانوا سابقًا محرومين منها.
مبادرة القانون C-71
تهدف هذه المبادرة لتوسيع نطاق الاعتراف بالجنسية لمن لديهم صلة فعلية بكندا من خلال أحد الوالدين أو الأجداد. لكن يجب التنويه أن هذه المبادرة ما تزال مؤقتة. لذا، هناك دعوات لإقرارها بشكل دائم من خلال تمرير قانون C-71 في البرلمان.
مسارات هجرة مبسطة
إلى جانب الجنسية، توفر كندا العديد من مسارات الهجرة. مثلًا، نظام الدخول السريع (Express Entry) للأشخاص ذوي الكفاءات، وبرامج لمّ الشمل العائلي. ومن اللافت أن كثيرًا من الأمريكيين يفضلون البدء بإقامة مؤقتة ثم التحول لاحقًا إلى إقامة دائمة.
التحديات التي يجب أخذها في الاعتبار
على الرغم من جاذبية الجنسية الكندية، إلا أن الطريق إليها ليس خاليًا من العراقيل. من أبرزها:
- طول مدة معالجة الطلبات، خاصة في الحالات المرتبطة بالكنديين الضائعين.
- ارتفاع التكاليف، سواء من حيث الأتعاب القانونية أو مستلزمات الانتقال.
- التكيف مع الطقس البارد والثقافة المختلفة.
- استمرار الالتزامات القانونية والضريبية في الولايات المتحدة حتى بعد الانتقال.
لكن، في مقابل هذه الصعوبات، يرى كثيرون أن الاستقرار الكندي يستحق العناء.
مفهوم الجنسية المزدوجة في كندا
من الأمور التي تشجّع الأمريكيين على المضي قدمًا، هو أن كندا تسمح بازدواج الجنسية. هذا يعني أنه بإمكانهم الاحتفاظ بجنسيتهم الأمريكية والحصول في الوقت ذاته على الجنسية الكندية. الأمر الذي يضمن لهم حرية التنقل والاستفادة من ميزات الدولتين.
مزايا الجنسية المزدوجة
- حرية السفر: الجواز الكندي يتيح دخول أكثر من 185 دولة دون تأشيرة.
- الاستفادة من الخدمات الصحية والتعليمية في كندا.
- إمكانية العودة إلى الولايات المتحدة عند الحاجة.
- الحفاظ على الروابط العائلية والثقافية في كلا البلدين.
ملاحظات قانونية مهمة
رغم سماح كندا بالجنسية المزدوجة، إلا أن المواطن الأمريكي يبقى خاضعًا لبعض الالتزامات في بلده الأصلي. مثل الضرائب أو التصريح عن الحسابات البنكية بالخارج. لذا، يُنصح دائمًا باستشارة متخصصين في قوانين الهجرة قبل اتخاذ القرار.
لماذا كندا دون غيرها؟
هناك عدة أسباب تجعل كندا محط أنظار الأمريكيين الراغبين في الهجرة:
- الرعاية الصحية الشاملة.
- ثقافة التعدد والانفتاح.
- فرص العمل، خصوصًا في قطاعات التكنولوجيا والرعاية الصحية.
- الطبيعة الخلابة التي توفر جودة حياة عالية.
ماذا يحمل المستقبل لهذا التوجه؟
من المتوقع أن يستمر هذا التوجه في السنوات المقبلة. طالما بقيت الظروف السياسية والاجتماعية في الولايات المتحدة غير مستقرة، ستظل كندا خيارًا مغريًا.
وبينما تعمل الحكومة الكندية على تطوير سياساتها لاستيعاب المزيد من المهاجرين، فإنها ستواجه تحديات تتعلق بالتوازن بين تلبية الطلب الداخلي وموجات الهجرة المتزايدة.
لكن، في المقابل، هذه الهجرة تعزز صورة كندا كدولة ترحب بالتنوع، وتحترم حقوق الإنسان، وتفتح أبوابها لمن يبحث عن فرصة جديدة.
مصدر الخبر: immigration news canada
أسئلة وأجوبة
ما هي أسرع طريقة للحصول على الجنسية الكندية؟
أسرع الطرق عادة تكون من خلال الزواج بكندي أو كندية، أو عن طريق لمّ الشمل العائلي إذا كنت من الكنديين الضائعين. أيضًا، الحصول على إقامة دائمة عبر نظام الدخول السريع يسرّع المسار نحو الجنسية.
هل يمكنني الاحتفاظ بجنسيتي الأمريكية إذا حصلت على الكندية؟
نعم، كندا تسمح بازدواج الجنسية، وكذلك الولايات المتحدة لا تمنع ذلك. لكن ستظل مطالبًا ببعض الالتزامات تجاه أمريكا، مثل الضرائب.
هل الحصول على الجنسية الكندية مكلف؟
قد تكون التكاليف مرتفعة نسبيًا. يجب دفع رسوم قانونية، وتجهيز مستندات، إضافة إلى تكاليف المعيشة والانتقال. رغم ذلك، يعتبرها الكثيرون استثمارًا في مستقبلهم.
كم يستغرق الحصول على الجنسية؟
المدة تختلف حسب حالة كل شخص. لكن بشكل عام، بعد الحصول على إقامة دائمة، يمكن التقدم للجنسية بعد ثلاث سنوات من الإقامة الفعلية في كندا خلال آخر خمس سنوات.
هل ترغب بمساعدتك في تقييم أهليتك؟ تواصل مع مختصين في الهجرة لبدء رحلتك اليوم.
اقرأ أيضًا :بريطانيا..معالجة طلبات لجوء الأشخاص الذين أُلغيت خطة ترحيلهم إلى رواندا.
