يُعد العمل التطوعي في أوروبا تجربة غنية تفتح أمام الشباب آفاقًا جديدة للتعلم والنمو الشخصي والمجتمعي. من أبرز المشاريع التي تجسد هذا المفهوم مشروع المدرسة الحرة “فالدورف” في مدينة لايبزيغ الألمانية، الذي يقدم فرصة فريدة للمتطوعين من مختلف الدول للمشاركة في بناء بيئة تعليمية شاملة تعتمد على القيم الإنسانية والتطور الذاتي.
ما هو مشروع المدرسة الحرة فالدورف في لايبزيغ؟
تأسست المدرسة الحرة فالدورف عام 1990، وتضم حوالي 350 طالبًا وطالبة من الصف الأول حتى الصف الثالث عشر. تعتمد المدرسة على النهج التربوي الفالدورفي الذي يسعى إلى تنمية الطفل من الجوانب العقلية والروحية والجسدية بشكل متوازن.
يركز هذا المنهج على احترام مراحل تطور الطفل، وتوفير التعليم الملائم لعمره، من خلال دمج الأنشطة الإبداعية والفكرية والجسدية.
ما هو دور المتطوع في المشروع؟
يتواجد المتطوع في دار الحضانة اليومية التابعة للمدرسة، والتي تقدم برنامج رعاية ودعم للأطفال من الصف الأول حتى الرابع (أي من سن 6 إلى 10 سنوات).
من مهام المتطوعين:
- المساعدة في الأنشطة التربوية اليومية.
- دعم الأطفال في مهامهم المدرسية والأنشطة الإبداعية.
- المشاركة في البرامج الترفيهية والتعليمية بعد الدوام المدرسي.
- التعاون مع فريق العمل التربوي لتطوير أنشطة جديدة.
القيم الأساسية للمشروع
يرتكز المشروع على مبادئ أساسية تشمل:
- التضامن الأوروبي وتعزيز روح التعاون بين الثقافات.
- المشاركة المجتمعية ودعم المشاريع الاجتماعية المحلية.
- الانفتاح الثقافي وتبادل الخبرات بين الشباب من مختلف الدول.
الإقامة والمعيشة أثناء فترة التطوع
يحصل المتطوعون على سكن مشترك مع متطوعين آخرين في شقة مجهزة بالكامل، حيث يمتلك كل متطوع غرفته الخاصة.
كما يتم توفير:
- مصاريف الطعام والمصروف الشخصي شهريًا.
- تذكرة نقل عام داخل مدينة لايبزيغ.
- بيئة مريحة تساعد المتطوعين على الاندماج بسهولة في الحياة اليومية.
الدورات والتدريب خلال فترة التطوع
يحصل المتطوع على مجموعة من فرص التدريب التي تساعده في أداء مهامه بكفاءة، وتشمل:
- تدريب أساسي على اللغة الألمانية لتسهيل التواصل اليومي.
- ورش تدريبية حول مفاهيم التضامن والمشاركة الاجتماعية في أوروبا.
- ندوات تعريفية يقدمها البرنامج الوطني الأوروبي للمتطوعين (NA).
- أيام مخصصة للمشاريع المجتمعية الأوروبية لتعزيز روح العمل الجماعي.
الملف الشخصي للمتطوع المثالي
يبحث المشروع عن متطوعين يتمتعون بصفات إنسانية ومهارات شخصية مميزة، مثل:
- الرغبة الصادقة في العمل مع الأطفال.
- الانفتاح الذهني وتقبل الثقافات المختلفة.
- الاستقلالية والقدرة على الإبداع في تنفيذ الأنشطة.
- التمتع بمرونة عالية وروح المبادرة.
- شرط أساسي: تلقي لقاح الحصبة قبل المشاركة.
فوائد العمل التطوعي في أوروبا
العمل التطوعي في أوروبا لا يقتصر على تقديم المساعدة فقط، بل يشكل رحلة تطور شخصي ومهني، ومن أبرز فوائده:
- تعلم لغات جديدة واكتساب مهارات تواصل متعددة الثقافات.
- توسيع الآفاق الفكرية من خلال تجربة ثقافة جديدة.
- اكتساب خبرة عملية في مجالات التعليم، والإدارة، والتنظيم.
- بناء شبكة علاقات دولية مع متطوعين من مختلف أنحاء أوروبا.
- تعزيز الثقة بالنفس وتحمل المسؤولية.
اقرأ أيضا:فرصة التدريب في الدنمارك في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع مكافأة شهرية
نصائح للمشاركين الجدد
- حضّر نفسك لتجربة ثقافية غنية ومليئة بالتحديات.
- تعلم بعض العبارات الأساسية باللغة الألمانية قبل السفر.
- شارك بفعالية في الأنشطة المجتمعية، فهي جزء أساسي من البرنامج.
- كن مرنًا ومتعاونًا مع زملائك في السكن والعمل.
- استفد من كل فرصة تدريب أو نشاط يتم تنظيمه خلال فترة التطوع.
أهمية التربية الفالدورفية في المشروع
تعتمد المدرسة الحرة فالدورف على فلسفة تعليمية شمولية، حيث يتم التركيز على الجوانب التالية:
- الخيال والإبداع كوسيلة للتعلم.
- الأنشطة العملية والفنية لتطوير المهارات اليدوية.
- التوازن بين التعليم النظري والعملي.
- تعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية منذ الصغر.
تجربة الحياة في لايبزيغ
تعتبر لايبزيغ من المدن الألمانية الغنية بالثقافة والتاريخ والفنون، وهي مدينة آمنة ومليئة بالفرص للمتطوعين الشباب.
يمكن للمتطوعين الاستمتاع بـ:
- المتاحف والمسارح والمهرجانات الثقافية.
- المقاهي الشعبية والحدائق العامة.
- أنشطة موسيقية وفنية في جميع أنحاء المدينة.
العمل الجماعي في المدرسة
يعمل في المدرسة حوالي 50 موظفًا، إضافة إلى 50 إلى 100 متطوع بالغ يقدمون الدعم في مختلف الأقسام.
العمل الجماعي يمثل أساس نجاح المشروع، إذ يعتمد على:
- التعاون بين المعلمين والمتطوعين.
- تبادل الخبرات والتجارب التربوية.
- احترام الأدوار وتوزيع المهام بمرونة.
أثر المشروع على المجتمع المحلي
يسهم المشروع في تعزيز روح التضامن داخل المجتمع المحلي من خلال دمج المتطوعين الأجانب في الحياة اليومية، مما يؤدي إلى:
- تعزيز التفاهم الثقافي بين الأجيال.
- نشر قيم التسامح والتعاون في المدارس والمجتمع.
- دعم الأطفال تربويًا بطريقة إنسانية وشاملة.
خاتمة
إن العمل التطوعي في أوروبا، وخاصة ضمن مشروع المدرسة الحرة فالدورف في لايبزيغ، هو أكثر من مجرد تجربة تعليمية؛ إنه رحلة إنسانية تعزز روح المشاركة والتضامن العالمي. المشاركة في مثل هذه المشاريع تتيح للشباب فرصة لاكتشاف ذواتهم، والمساهمة في بناء عالم أكثر تعاونًا وإنسانية.
الأسئلة الشائعة حول العمل التطوعي في أوروبا
1. هل يحتاج المتطوع إلى خبرة مسبقة في التعليم؟
لا، فالمشروع يرحب بجميع المتطوعين، مع توفير تدريب شامل لتأهيلهم قبل البدء.
2. هل يتم توفير بدل مادي للمتطوعين؟
نعم، يحصل المتطوعون على بدل طعام ومصروف شخصي شهريًا إضافة إلى تذكرة النقل العام.
3. هل يشترط إتقان اللغة الألمانية؟
لا يشترط ذلك، لكن يتم تقديم تدريب أساسي على اللغة لمساعدة المتطوعين في التواصل اليومي.
4. كم تستغرق فترة التطوع؟
عادة تمتد فترة التطوع من 6 إلى 12 شهرًا حسب البرنامج والاتفاق مع الجهة المستضيفة.
5. هل يمكن التقديم من أي دولة؟
نعم، البرنامج مفتوح لجميع الشباب المقيمين في دول الاتحاد الأوروبي والدول الشريكة في برنامج التضامن الأوروبي.
اقرأ أيضا:فرصة التدريب في الدنمارك في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع مكافأة شهرية