العمل التطوعي في أوروبا: اليونان تتيح فرصة التطوع ضمن مشروع لدعم ذوي الإعاقة

يُعدّ العمل التطوعي في أوروبا تجربة فريدة تجمع بين خدمة المجتمع واكتساب المهارات الحياتية والمهنية، وتتيح للمتطوعين فرصة المساهمة الفعالة في تحسين حياة الآخرين. من بين المبادرات المميزة التي تجسد هذا المفهوم نجد برنامج التطوع في منظمة S.F.A. DRASI GIA TO KATI ALLO الواقعة في مدينة سالونيك باليونان، والذي يهدف إلى دمج المتطوعين في الأنشطة اليومية التي تخدم الأشخاص ذوي الإعاقة وتدعم حقوقهم واندماجهم الاجتماعي.

أهداف العمل التطوعي في أوروبا من خلال تجربة سالونيك

تركز المنظمة على تمكين المتطوعين من أن يكونوا جزءًا من فريق العمل، والمشاركة في الأنشطة اليومية التي تهدف إلى تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية والجسدية. من أبرز الأهداف التي يسعى المشروع إلى تحقيقها:

• تعزيز التكامل الاجتماعي من خلال إشراك ذوي الإعاقة في أنشطة تعليمية وترفيهية.
• تطوير مهارات المتطوعين في مجالات التواصل، والتعاون، وتنظيم الفعاليات الاجتماعية.
• نشر الوعي المجتمعي حول قضايا الإعاقة وحقوق الإنسان.
• إتاحة الفرصة للشباب الأوروبي لتجربة ثقافات جديدة والتعلم من بيئة متعددة اللغات والثقافات.

المهام التي يقوم بها المتطوعون

يُطلب من المتطوعين المساهمة في مجموعة واسعة من الأنشطة اليومية التي تنفذها المنظمة، بحيث تكون مساهماتهم جزءًا أساسيًا من نجاح العمل اليومي. وتشمل هذه المهام ما يلي:

• المساعدة في الصفوف التعليمية كدعم للمدربين والمربين أثناء الدروس.
• قيادة حصص تدريبية أو فنية تهدف إلى تنمية مهارات المستفيدين.
• تقديم المساعدة الدائمة لبعض المشاركين ذوي الإعاقات الخاصة لضمان اندماجهم في الأنشطة.
• إعداد المواد التعليمية اللازمة للحصص وورش العمل.
• توثيق الأنشطة المنجزة من قبل الموظفين والمتطوعين عبر الصور والفيديوهات.
• إنتاج محتوى إعلامي للموقع الرسمي أو صفحات التواصل الاجتماعي لرفع الوعي حول العمل التطوعي.
• المساعدة في تنظيم الفعاليات والأنشطة العامة التي تستضيفها المنظمة.
• البحث عن شركاء محتملين للتعاون أو لتنفيذ مشاريع مستقبلية.
• اقتراح أفكار جديدة لتطوير طرق الدعم والتعليم.
• المشاركة في صياغة مواد تدريبية للمتطوعين الجدد.

الإقامة والتنقل والمعيشة في اليونان

تضمن المنظمة للمتطوعين ظروف إقامة مريحة وآمنة تتيح لهم العيش بكرامة أثناء فترة المشروع. يعيش المتطوعون في شقة مجهزة تحتوي على ثلاث غرف نوم ومطبخ وحمام. وتُؤمَّن الاحتياجات الأساسية كافة، مع إمكانية إضافة تجهيزات إضافية بناءً على الحاجة.
فيما يتعلق بالتنقل، يتم تغطية تكاليف السفر ذهابًا وإيابًا من وإلى مطار “ماكيدونيا” في سالونيك، وفقًا للمعايير الأوروبية لحساب المسافات. كما تُوفَّر للمتطوعين وسائل النقل المحلية مجانًا لتسهيل تنقلهم اليومي.
يحصل المتطوعون أيضًا على مبلغ شهري قدره 160 يورو للطعام و7 يورو كمصروف جيب يومي، مما يسمح لهم بتغطية احتياجاتهم الأساسية والاستمتاع بوقتهم خلال فترة التطوع.

التدريب والتأهيل أثناء النشاط التطوعي

تؤمن المنظمة بأهمية التدريب المستمر لضمان نجاح التجربة التطوعية وتحقيق الاستفادة القصوى منها. لذلك، يُشارك المتطوعون في:

• دورة تعريفية عند الوصول إلى اليونان تساعدهم على فهم طبيعة المشروع وثقافة البلد.
• تدريب منتصف المدة لتقييم التقدم ومناقشة التحديات التي واجهها المتطوعون.
• تدريبات داخلية إضافية تُنظم حسب الحاجة، خصوصًا للمشاركين في أدوار متخصصة.

هذه التدريبات تتيح لهم تطوير مهارات التواصل، الإدارة، وحل المشكلات، إضافة إلى تحسين قدراتهم المهنية المستقبلية.

الملف الشخصي المطلوب للمتطوعين

تبحث المنظمة عن شخصين شابين متحمسين حقًا للعيش كتطوعين، ويرغبان في تطوير أنفسهما من خلال تجربة إنسانية واجتماعية. ويفضل أن يتمتع المتطوعون ببعض المهارات أو المعارف مثل:

• الإلمام بالقانون، خصوصًا في مجالات حقوق الإنسان والإطار القانوني الدولي للعمل الاجتماعي.
• معرفة بأساسيات الاقتصاد، وخاصة في مجال جمع التبرعات وتمويل المشاريع.
• الخبرة في العمل مع ذوي الإعاقة، خاصة في مجال دعم التواصل والعيش المستقل.
• القدرة على التعايش المشترك، إذ قد يُطلب من المتطوعين مشاركة السكن مع شخص من جنس مختلف.

الفوائد الشخصية والمهنية من المشاركة في العمل التطوعي

الانخراط في مشروع تطوعي كهذا لا يقتصر على تقديم المساعدة فحسب، بل يفتح أمام المشاركين أبوابًا جديدة لاكتساب الخبرة والتطور الذاتي. من أبرز الفوائد التي يمكن للمتطوع تحقيقها:

• تطوير مهارات لغوية وثقافية من خلال التواصل اليومي مع السكان المحليين والمتطوعين من دول مختلفة.
• تعزيز روح المسؤولية الاجتماعية والإحساس بالانتماء للمجتمع الأوروبي.
• بناء شبكة علاقات دولية قد تفتح المجال لمشاريع أو فرص مستقبلية.
• تنمية القدرات القيادية والتنظيمية عبر المشاركة في إدارة الأنشطة والمشاريع.
• اكتساب خبرة عملية في العمل الاجتماعي والرعاية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة.

التجربة الثقافية والاجتماعية في اليونان

الإقامة في مدينة سالونيك تمنح المتطوعين تجربة ثقافية فريدة تجمع بين التاريخ العريق والطابع الحديث. حيث يتمكن المتطوع من:

• زيارة المعالم التاريخية مثل البرج الأبيض والأسواق القديمة.
• تجربة المأكولات اليونانية التقليدية.
• التعرف على عادات المجتمع المحلي وثقافة البحر الأبيض المتوسط.
• المشاركة في الفعاليات الاجتماعية والفنية التي تقام بانتظام في المدينة.

اقرأ أيضا:برنامج التدريب الداخلي في نتفليكس 2025 (مدفوع الأجر)

كل ذلك يجعل من تجربة العمل التطوعي فرصة للانفتاح الثقافي والتبادل الإنساني.

أثر العمل التطوعي على المجتمع الأوروبي

يساهم العمل التطوعي في أوروبا في بناء مجتمع متعاون ومتضامن يقوم على قيم الاحترام والتنوع والمواطنة الفاعلة. البرامج مثل برنامج S.F.A. DRASI GIA TO KATI ALLO تؤكد أن التطوع ليس مجرد مساعدة مؤقتة، بل هو استثمار طويل الأمد في الإنسان والمجتمع. فهو يعزز قيم المساواة والتعاون بين الشعوب واحترام الاختلافات.

أسئلة وأجوبة حول العمل التطوعي في أوروبا

س1: هل يمكن لأي شخص التقديم لهذا النوع من البرامج؟
نعم، يمكن لأي شاب أوروبي أو مقيم في أوروبا التقديم، بشرط أن يكون لديه رغبة حقيقية في العمل التطوعي والانفتاح على ثقافات جديدة.

س2: ما المدة التي يستغرقها المشروع التطوعي؟
عادة ما تمتد هذه المشاريع من عدة أشهر إلى سنة كاملة، حسب طبيعة البرنامج.

س3: هل يحتاج المتطوع إلى مؤهلات خاصة؟
ليس بالضرورة، ولكن وجود معرفة مسبقة في مجالات القانون أو الاقتصاد أو العمل الاجتماعي يُعدّ ميزة إضافية.

س4: هل يغطي البرنامج جميع المصاريف؟
نعم، إذ يتم تعويض تكاليف السفر، وتوفير السكن والطعام، إضافة إلى مصروف جيب شهري.

س5: ما الفائدة التي يجنيها المتطوع بعد انتهاء التجربة؟
يكتسب المتطوع خبرات مهنية وشخصية قيمة، وشهادات معترف بها على المستوى الأوروبي، مما يزيد فرصه في سوق العمل مستقبلاً.